أخلت الدولة منذ فترة شارع 26 يوليو ومنطقة وسط البلد وميدان رمسيس من الباعة الجائلين، ونقلهم إلى الترجمان وأحمد حلمي، ليأتى الدور على ميدان العتبة الذي يستوعب 4500 بائع، فى خطوة وصفتها الحكومة ب"عودة القاهرة إلى رونقها". وتجاهلت الدولة مصير آلاف الباعة الجائلين، الذين يعانون من القرار، فحين تم توفير أماكن مخصصة لهم بسوق الترجمان كبديل عن وسط البلد وشارع 26 يوليو لم تُحل الأزمة، وصرخ الباعة بسبب عزوف المواطنين عنهم. ومنذ حوالي أسبوع، بدأت الأجهزة التنفيذية لمحافظة القاهرة، إخلاء ميدان العتبة ومدخل الموسكي وشارع الجيش ومحيط الميدان وحتى امتداده لمنطقة صيدناوى، وسنترال العتبة، من الباعة الجائلين، ونقلهم إلى شارع الجوهري؛ حفاظاً على المظهر الحضاري لمنطقة وسط البلد، لتتكرر مأساة آلاف الباعة الجائلين. وتفقد يومها الدكتور جلال مصطفى سعيد، محافظ القاهرة، أعمال الحملة الموسعة الجارية لتفريغ وتطهير ميدان العتبة من تعديات وإشغالات الباعة الجائلين، وتحرير الأرصفة من قبضة مخالفات وإشغالات المحال التجارية، مؤكدًا أن ميدان العتبة سيتم إخلاؤه كاملًا. وتصاعد غضب الباعة الجائلين بالعتبة، مؤكدين أن منطقة العتبة تعد سوقا وليس من حق المحافظة نقله إلى الترجمان، لتتراجع المحافظة عن قرارها، فى تناقض فج، حيث أكد العقيد أحمد عبد ربه، رئيس حي الموسكي، أن الحملة التى شنت على منطقة العتبة كانت لرفع الإشغالات وفتح الحركة المرورية وليس الإخلاء من الباعة الجائلين، نافيا إخلاء ميدان العتبة إلا بعد توفير أماكن بديلة للباعة، مثلما حدث في وسط القاهرة وميدان رمسيس. من جانبه، يقول حسني عبد العظيم، ممثلًا عن نقيب الباعة الجائلين بالعتبة، إن منطقة العتبة من أكبر الأسواق الشعبية في مصر، ويقصدها القاصي والداني، والباعة لهم رابطة ونقابة، ولن يتركوا المكان في الوقت الحالي، موضحا أن العمارات المجاورة لميدان العتبة مستخدمة كورش لأصحاب المحال المختلفة "أحذية، ونظارات، وعطور، وشنط". واستبعد "عبد العظيم" فكرة تركوهم المكان والشقق معًا، قائلا: "لن تقوى الأجهزة المعنية على أزاحتنا؛ لأن الورش ملكية مطلقة لنا، وكذلك الأرض منفعة عامة، ندفع أجر الإشغال للمحافظة منذ سنوات طويلة".