كارثة جديدة تنضم إلى مسلسل الكوارث التي تشهدها وزارة التربية والتعليم، فمن أزمة الوزارة السنوية في عدم القدرة على تأمين امتحانات الثانوية العامة، إلى انتشار الدروس الخصوصية وغياب دور المدرسة في التعليم، وصولًا إلى ارتفاع نسبة الأمية بين طلاب المدارس، حيث ارتفعت نسبة عدم قدرة طلاب المرحلة الابتدائية على القراءة والكتابة إلى 34%. 303 آلاف طالب بالصفين الثالث والرابع الابتدائي حصلوا على "صفر" في اختبارات الإملاء هذا العام، من بين هؤلاء الطلاب 141 ألفًا بالصف الثالث الابتدائي، و162 ألف طالب بالصف الرابع، مما يعني أنهم لا يعلمون شيئًا عن الكتابة بشكل نهائي رغم قضائهم ما بين 3 إلى 4 سنوات في التعليم الأساسي، بحسب ما أعلنت الوزارة. وعلق الدكتور سالم الرفاعي، الخبير التربوي قائلًا: إن صحت تلك النسبة فهي مؤشر خطير ومرعب في نفس الوقت، لطلاب المدارس، ويؤثر على مستوى وجودة التعليم المصري، مما يلزم الوزارة على إصدار تشريعات البرامج العلاجية للقراءة والكتابة، ومراجعة برامج القرائية، وتدريب المعلمين على بذل جهود أكثر؛ للحد من توسع الظاهرة وانتشارها. وأضاف أن انتشار ظاهرة الكتابة بالفرانكو بين الشباب والطلاب، تساهم في إضعاف حصيلة الطالب اللغوية، وسبب عدم قدرته على الكتابة باللغة العربية الفصحى، خاصة أن الظاهرة انتشرت بين طلاب المدارس بشكل موسع، مما يمثل خلخلة في اللغة العربية وطريقة كتابة الطلاب. وقال أيمن البيلي، الباحث في بحوث التعليم: أتوقع أن تكون النسبة أعلى من ذلك؛ لأن بعض المدارس تكتب للطلاب على السبورة، لافتًا إلى أن علاج المشكلة ليس بجمع الطلاب في فترة الإجازة الصيفية لمحو أميتهم، متسائلًا: هل تجربة القرائية التي يجري العمل بها الآن والتي ينفق عليها الآلاف هي الأصلح؟ وأضاف البيلي، أن الرقابة والتدريب لمحو الأمية يجب أن تتغير، خاصة أن الوزير كان رئيسًا لهيئة محو الأمية وتعليم الكبار، لافتًا إلى أنه يجب إعادة النظر في الكتب التي تعلم الطلاب القراءة والكتابة، وعلى الوزارة، ممثلة في رئيسها، أن يكون لديها أبداع في وضع خطط لتطوير طرق التدريس واستخدام التكنولوجيا الحديثة؛ لتتواكب مع العصر الحديث في نظم التعليم.