تتزايد العنصرية داخل الكيان الصهيوني يوما بعد الآخر، وهو واقع تكرسه الحكومة الصهيونية الجديدة بقيادة "بنيامين نتنياهو"، حيث أتم الأخير تشكيل حكومته التي اعتبرها بعض المحللين والمراقبين "حكومة حرب متطرفة وعنصرية"، وكان آخرها تعيين صاحبة فكرة إبادة الأطفال الفلسطينيين كنائبة لوزير الخارجية الصهيوني. "حوتوبيلي" نائب وزير الخارجية ذكر موقع "واللا" الصهيوني، أن رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" قرر تعيين المتطرفة الإسرائيلية من حزب الليكود "تسيفى حوتوبيلي" نائبًا لوزير الخارجية، ونظرا لأن التشكيلة الحكومية لا تتضمن وزيرًا للخارجية، وحقيبة الخارجية لا تزال بيد رئيس الحكومة، فإن "حوتوبيلي" تعتبر أرفع مسئولة دبلوماسية في تل أبيب حاليًا. تبلغ "حوتوبيلي" من العمر 36 عامًا، زاولت قبل خوضها السياسة مهنة المحاماة، وعملت في مجال الإعلام، وكتبت مقالات عدة بمجال الديانة اليهودية، واشتركت في عام 2006 في حلقة سياسية على شاشة المحطة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي، وبزر في جدالها الطابع اليميني. وفي عام 2008 ترشحت ضمن قائمة الليكود للكنيست الثامن عشر، واستطاعت أن تحتل المكان ال18، والذي منحها مقعدا في البرلمان، وكانت حوتوبيلي من أصغر الأعضاء سنًا في الكنيست حينها. تُعد "حوتوبيلي" رأس حربة التطرف في حزب "الليكود"، وهي من أبرز دعاة "أرض إسرائيل الكاملة"، وترفض مجرد المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، ومواقفها عنصرية متطرفة، عدائية للعرب، وتعتبر من أبرز زعماء الوسط الصهيوني -المتدين، المعروفة بحدة لسانها، وميولها اليمينية المتطرفة، كما أنها من أبرز المبادرين لشطب مبدأ حل الصراع على أساس دولتين من برنامج حزب "الليكود" ومن الخطوط العريضة للحكومة، كما إنها كانت تنظم مسيرات للمتطرفين اليهود من أجل اقتحام المسجد الأقصى بصورة متتالية، وكانت "حوتوبيلي" قد دعت في وقت سابق إلى إبادة الأطفال الفلسطينيين فى قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة على القطاع فى عام 2014، بزعم أن الأطفال سيصبحون إرهابيين بعد ذلك، لتأخذ بذلك لقب "السيدة المتطرفة". "حوتوبيلي" هي الشخصية التي ستواجه الفلسطينيين في مختلف الساحات الدولية وفي مقدمتها الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، وهي التي ستتصدى للحملة الدولية لمقاطعة الكيان الصهيوني التي تكتسب زخمًا متزايدًا، وهي المكلفة بوقف التدهور في العلاقات الإسرائيلية مع الاتحاد الأوروبي. ماذا وراء تعيين "حوتوبيلي" في الخارجية توقع المراقبون والمحللون أن يختار "نتنياهو" في هذا المنصب الدبلوماسي شخصًا ذو مواقف أكثر اعتدالًا من "تسيفي حوتوبيلي"، لكن يبدو أنه رأى أنه سيكون من الأفضل في الوقت الحالي أن تتولي وزارة الخارجية امرأة صهيونية متطرفة، تعارض أي تنازل عن الأراضي، ويدل هذا الاختيار على أن "نتنياهو" لا يعير الملف الفلسطيني انتباهًا في الوقت الحالي، وأن اختيار "حوتوبيلي" جاء تجسيدًا لرفض الحكومة الإسرائيلية فكرة تقسيم القدس، وتبريرًا لمواصلة الاستيطان في الأراضي المحتلة أمام المجتمع الدولي. تكريس للعنصرية أسند "نتنياهو" حقائب وزارية للنواب الأشد تطرفًا فلم تكون "حوتوبيلي" أول المتطرفين الذين يكافئهم "نتنياهو" بمناصب قيادية، بل سبقها العديد من النواب الذين لم يختلفوا عنها كثيرًا، فمثلا حصلت الوزيرة المتطرفة من حزب الليكود "ميري ريجيف" على حقيبة التربية والثقافة، وهي النائبة المعروفة بقيادتها سلسلة من الأبحاث البرلمانية الاستفزازية في موضوع الحرم القدسي الشريف، وتطالب بالسماح لليهود للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، كما أسندت حقيبة القضاء للوزيرة المتطرف "أييليت شكيد"، التي كانت في الدورة السابقة من أبرز المبادرين لأشد القوانين عنصرية. جرى تكليف وزير الزراعة المستوطن "أوري أريئيل" بمشروع اقتلاع أكثر من 40 ألف فلسطيني من صحراء النقب، واستكمال مصادرة 900 ألف دونم من أراضي النقب، لصالح استيطان اليهود.