سلسلة تفجيرات هزت وسط وجنوب بغداد تزامناً مع شنّ القوات العراقية عملية عسكرية واسعة لاستعادة مناطق سيطر عليها تنظيم "داعش" في منطقة قريبة من أحد السدود الاستراتيجية بمحافظة الأنبار يعرف باسم سد "ناظم الثرثار"، حيث أعلنت قيادة عمليات بغداد عن دخول القوات الأمنية إلى ناظم التقسيم، مؤكدة أنه تم تطهير الناظم بالكامل من سيطرة تنظيم "داعش". قال المتحدث باسم القيادة العميد "سعد معن"، إن "القوات الأمنية تمكنت من الدخول إلى ناظم التقسيم واستعادة السيطرة عليه وتطهيره من دنس تنظيم داعش الإرهابي"، وأكد أنه "تم تكبيد العدو خلال العملية خسائر كبيرة"، من جانبه أشار قائد عمليات الأنبار اللواء "محمد خلف الدليمي" إلى وصول تعزيزات عسكرية من قبل الجيش العراقي وقوات الشرطة الاتحادية وباشرت القوات بشن حملة عسكرية من أجل القضاء على المسلحين قرب الناظم الحيوي، واستعادة السيطرة على جميع المناطق المحيطة بالناظم بمساندة من قبل الطيران العراقي. هاجم مسلحي تنظيم "داعش" مقرًا عسكريًا للجيش العراقي قرب ناظم الثرثار، وحاصروا القوة الموجودة التي طالبت بإرسال تعزيزات عسكرية عاجلة إلى الناظم، وبالفعل قامت قيادة طيران الجيش بإنزال جوي على منطقة تقاطع الثرثار التقسيم وحررت كافة المراتب المحاصرين في المنطقة، وكبدت داعش خسائر كبيرة في الارواح والمعدات. مجزرة جديدة ل"داعش" من جانبه أكد وزير الدفاع العراقي "خالد العبيدي" سيطرة القوات الأمنية على المنطقة بالكامل، وقال "العبيدي" إن عددًا من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تناقلت أنباء غير دقيقة للتغطية على نجاحات وانتصارات القوات الأمنية في الكرمة شرق الفلوجة، وأضاف أن "القوات الأمنية تمكنت من الوصول إلى منطقة قريبة من مركز ناحية الكرمة"، مشددا على تحقيق 90% من أهداف العملية الأمنية هناك. عواقب سيطرة "داعش" على السد تخشى القيادات الأمنية العراقية من خطورة سيطرة تنظيم "داعش" على منطقة الثرثار عسكريًا لسببين، أولهم أن المنطقة تشكل حلقة وصل بين محافظتي الأنبار وصلاح الدين وعن طريقها تتحرك الأرتال العسكريّة والإمدادات، لذا يجب إبعاد "داعش" عنها بكل الأشكال، والسبب الثاني هو أن إذا سيطر تنظيم داعش على ناظم الثرثار وفجر بواباته فسوف يغرق مساحات واسعة من بغداد والأنبار وصلاح الدين، حيث أن "ناظم الثرثار" لا يبعد عن بغداد سوى 130 كيلومترًا الأمر الذي يجعل جزءًا كبيرًا من بغداد مهدّدًا بالغرق، كما أن الناظم يمنع مناسيب تخزين للمياه تصل إلى نحو 70 مترًا. الأهمية الاستراتيجية للسد يحظى سد ناظم الثرثار بأهمية استراتيجية نظراً لأن من يتحكم به يمكنه إغراق مساحات شاسعة من الأراضي بالمياه، فبحيرة الثرثار التي يقع عليها هذا الناظم تتسع لخمسة وثمانين مليار متر مكعب من المياه، وهذا السد هو ما ينظم دخول المياه وخروجها بين البحيرة ونهري دجلة و الفرات، عبر بواباته الأربع والثلاثين. كذلك يمكن لمن يتحكم بسد ناظم الثرثار أن يقطع المياه عن مناطق واسعة من العراق بما فيها بغداد، قد تصل إلى حدّ تجفيفها بمجرد إلاق البوابات، وهو إمر لجأت إليه داعش العام الماضي حين تحكموا بسد النعيمية، ليكون سلاح المياه أحد الأسلحة التي يستخدمها في حربه ضد العراقيين. يقع السد بين محافظتي الأنبار وصلاح الدين بالقرب من قضاء الكرمة، ويمتد منخفض الثرثار من شمال غرب صلاح الدين إلى شمال الأنبار، واستخدم منذ القرن العشرين لتخزين الفائض من المياه، وربط بنهري دجلة والفرات من خلال عدة نواظم إروائية منها ناظم الثرثار.