على الرغم من توقع البعض بأن هناك تقدم في تشكيل الحكومة الصهيونية على خلفية توزيع أغلب الحقائب الوزارية، إلا أن يومًا تلو الآخر تتفاقم الخلافات بين مفوضي حزب الليكود المنتمي له بنيامين نتنياهو وبين باقي الأحزاب الصهيونية، بسبب تكالب الأحزاب على الوزارات السيادية، مما يضع نتنياهو في مأزق حقيقي خاصة لقُرب انقضاء المهلة الأخيرة التي حددها له رئيس الاحتلال "رؤوبين ريفلين " للإعلان عن الحكومة الجديدة والتي تنتهي في 6 مايو المقبل. شهد حزب الليكود حالة من الغضب لا سيما في أوساط قياداته بعد توزيع نتنياهو الحقائب الوزارية الهامة على الشركاء الائتلافيين، وبروز إمكانية منح وزارة التربية والتعليم لرئيس البيت اليهودي، خاصة أن الليكود كان يطمح لتولي مناصب وزارية مفتاحية. وقالت صحيفة "هآرتس" إن قيادة حزب الليكود تشهد حالة من الغليان بعد إمكانية التخلي عن وزارة التربية والتعليم لصالح زعيم حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف بينيت، لا سيما وأن أربعة من قيادات الحزب معنيون بتولي المنصب، وكان بينت تنازل عن مطالبته بحقيبة الخارجية، التي يشغلها زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" القومي المتطرف أفيجدور ليبرمان، وقرر بينيت تركيز اهتمامه على حقيبة التعليم، وقام رسميا بطلبها من نتنياهو، إلا أن اثنان من حزب الليكود وهما جلعاد إردن ويوفال شتاينتس – عبرا عن رغبتهما في تولي وزارة التربية والتعليم، ونقلت الصحيفة الصهيونية عن مسؤول في الليكود قوله إن نتنياهو أبقى لليكود «بقايا الوزارات»، موضحا أنه سيجتمع بنتنياهو وينقل له استياء الحزب. توقع أغلب المراقبون أن يبدأ نتنياهو بتوزيع الحقائب الوزارية لحزبه نهاية الأسبوع، لا سيما بعد تأكيد مصادر في الليكود بأن نتنياهو سيعمل على تعديل القانون لزيادة عدد الوزراء ل 22 من أجل تلبية مطالب الائتلاف ومطالب حزبه، لكن صحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية ذكرت أن هناك خلاف آخر بين الأحزاب الصهيونية حول عدد الحقائب الوزارية، مؤكدة أنه بعد اقتراح نتنياهو إمكانية زيادة عدد الوزراء لضم أكبر عدد من القوى الحزبية إلى الحكومة القادمة، يصر يائير لابيد رئيس حزب (هناك مستقبل)، على أن يتجاوز عدد الحقائب الوزارية 18 وزارة، بينما حزب (كلنا) بقيادة موشيه كحلون المرشح لتولي وزارة المالية الإسرائيلية، يشدد على أهمية التصدي لأية محاولات نتنياهو لتوسيع الوزارة. حزب شاس هو الآخر، لا زالت المفاوضات معه متعثرة، حيث يعرض الليكود على رئيسه أرييه درعي حقيبة الاقتصاد، غير أن مصادر في الليكود أوضحت أن درعي غير معني بها، مذكرا أن نتنياهو تعهد له بحقيبة الداخلية كاملة. وبعد جولات من المفاوضات بدأ المراقبون يرسمون الصورة التالية لتوزيع الوزارات، حيث يحتفظ وزير الأمن الصهيويني موشيه يعالون بمنصبه، كما يحتفظ وزير المواصلات يسرائيل كاتس بمنصبه، ولم يتضح بعد على أي حقيبة وزارية سيحصل عليها جلعاد إردن الذي حل في المكان الأول بقائمة الليكود، والذي أعرب عن رغبته في الحصول على وزارة التربية والتعليم، أما على صعيد الشركاء الائتلافيين فيبدو أن رئيس البيت اليهودي، نفتالي بينيت سيتولى وزارة التربية والتعليم، فيما سيتتولى أوري آرئيل وزارة الزراعة وسيكون مسؤولا عن اللواء الاستيطاني المسؤول عن تعزيز المستوطنات، وستحصل أيليت شاكيد على وزارة الثقافة أو السياحة أو وزارة شؤون المتقاعدين. رئيس حزب "كولانو" موشي كحلون سيتولى وزارة المالية، ويحصل يوآف جالنت على وزارة الإسكان، كما سيحصل الحزب على وزارة حماية البيئة لكن لم يتضح من سيشغلها، وسيحتفظ رئيس حزب يسرائيل بيتينو، أفيجدور ليبرمان، بمنصب وزير الخارجية، كما ستحتفظ سوفا لاندفر بوزارة استيعاب الهجرة، كما ستحصل شاس على وزارة الأديان ونائب وزير وبانتظار مفاوضات حقيبة الداخلية ، أما حزب حزب يهدوت هتوراة فسيحصل على حقيبة الصحة، ولجنة المالية في الكنيست، ونائب وزير.