«أوباما» يترأس هرم السلطة.. والأمن الأمريكي يقتل أصحاب البشرة السمراء

في ستينات القرن الماضي أثناء مسيرة بواشنطن كانت تطالب بالحرية والمساواة بين البيض والسود، وقف مارتن لوثر كينج وسط بني جلدته من السود الأمريكيين وقال «لدي حلم أنه في يوم ما ستنهض هذه الأمة وتعيش المعنى الحقيقي لعقيدتها الوطنية بأن كل الناس خلقوا سواسية، لدي حلم أن أطفالي الأربعة سوف يعيشون في يوم واحد في دولة حيث لا يتم الحكم على لون بشرتهم بل على مضمون شخصيتهم هذا هو أملنا.. دعوا أجراس الحرية تقرع وتنشد..».
تلك فقرات من خطاب «لدى حلم» للوثر كنج أمام نصب لنكولن التذكاري في الثامن والعشرين من أغسطس عام 1963، عندها تطلع أن تهدف كلماته إلى حصول أصحاب البشرة السمراء في المجتمع الأمريكي على الحقوق المدنية في المساواة مع مواطنيهم البيض، لم يكن كينج يعرف أن هناك زمن سيأتي فيه رئيس أسود لأمريكا لا ينتصر لأبناء جنسه وعرقه بل يتخلى عنهم في مغبة العنصرية المتوحشة المدعومة من "كو كلوكس كلان".
فيرجسون وثورة الغضب
البداية انطلقت في فيرجسون الأمريكية التي تحولت في أغسطس الماضي إلى ساحة حرب عرقية أظهرت مدى عنصرية الولايات المتحدة التي تدعو دومًا لحقوق الإنسان والمساواة، ولكن الاحتجاجات في المدينة الأمريكية لم تولد من فراغ، فقد أكدت الصحف الأمريكية أن منذ إطلاق النار على المراهق الأسود من قِبَل أحد رجال الشرطة ذوي البشرة البيضاء، هزت البلاد اشتباكات مثيرة للجدل أمتدت جذورها إلى وقتنا هذا.
مايكل براون هو شاب أمريكي من أصول إفريقية (18 سنة) وقد توفي بعد إطلاق النار عليه 6 مرات على الأقل من قِبل ضابط شرطة يسمى دارن ويلسون وهو أبيض البشرة، وأفادت معلومات من دائرة الشرطة في فيرجسن بأن مايكل براون سرق علبة سيجار قيمتها 49 دولار من متجر قبل أن يطلق عنصر الشرطة النار عليه ويقتله.
قتل رجل أسود أعزل في اريزونا
توالت الجرائم العنصرية في حق ذات البشرة السمراء حيث قتل شرطي أبيض آخر رجلاً من ذوي البشرة السمراء أعزل في ولاية اريزونا (جنوب الولايات المتحدة) باطلاق النار عليه اإر اشتباهه خطأ في أنه يحمل سلاحاً.
وأعلنت شرطة مدينة فينيكس أن أحد عناصرها حاول اعتقال مواطن أسود يدعى رومين بريزبون (34 عاما) للاشتباه باتجاره بالمخدرات، مضيفة أن بريزبون حاول الفرار من الشرطي الذي كان يحاول اعتقاله والذي لم تكشف عن اسمه، مكتفية بالاشارة إلى اأه أبيض يبلغ من العمر 30 عاما وله سبع سنوات من الخبرة، مؤكدة أن المشتبه به رفض الاستجابة "للعديد من الأوامر" التي وجهها إليه الشرطي، على حد قولها.
استقالة 80% من رجال الشرطة في بارما
شهدت بلدة "بارما" بولاية "ميزوري" الأمريكية استقالة 80% من العاملين بقوات الشرطة المتواجدة بالبلدة بعد فوز امرأة سوداء تدعى "بيرد" بمنصب عمدة البلدة الصغيرة، فى لفتة جديدة تكشف عن عنصرية منظومة الأمن الأمريكية وفقا لما نشرته الصحيفة البريطانية الإندبندنت.
وكانت البلدة قد استقبلت أيضا خبر استقالة كل من المدعي العام للبلدة ورئيس إدارة تنقية المياه قبل تسلم "بيرد" لمنصبها بشكل رسمي، فى محاولة لتحقيق فراغ داخل الإدارة التنفيذية للبلدة وإحراج العمدة الجديدة.
وقال العمدة السابق للولاية إن أفراد الشرطة المستقيلين لم يظهروا أسباب استقالتهم حتى الآن، فى حين رجح آخرون فى الإدارة التنفيذية للبلدة أنها جاءت لأسباب تتعلق بمعايير السلامة دون الكشف عن المزيد من المعلومات.
الشرطة الأمريكية تقتل شاب من أصل إفريقي
الأربعاء الماضي فتحت وزارة العدل الأمريكية تحقيقا في مقتل أمريكي من أصل إفريقي في مركز للشرطة في ولاية ميريلاند.
وقال المتحدث باسم وزارة العدل إن "الوزارة تابعت التطورات في بالتيمور بعد مقتل فريدي غراي"، مضيفا "بناء على معطيات أولية، فتحت الوزارة تحقيقا رسميا في الموضوع وتجمع معلومات وأدلة لتقرر ما إذا كانت ستوجه اتهامات تتعلق بالمساس بالحقوق المدنية".
غراي البالغ من العمر 25 عاما توفي متأثرا بجروح أصيب بها أثناء عملية اعتقاله من قبل الشرطة، ويقول ذوو القتيل إنه تعرض لإصابة خطيرة في العمود الفقري في منطقة العنق، ما أدى إلى وفاته بعد مرور أسبوع على عملية الاعتقال.
رغم تحقيق حلم مارتن لوثر كينج بوجود أحد أبناء الأقلية السوداء على هرم السلطة في الولايات المتحدة، إلا أن الأمريكيون السود أعربوا عن استغرابهم من تجاهل الرئيس الأمريكي لهذه الحوادث وهو المنحدر من نفس الأقلية التي تعرضت للظلم سابقا ولا زالت تتعرض لبعض مخلفات التمييز العنصري حتى الآن.