تبدل الوضع، فبعد أن كانت اليمن هي من تستضيف نحو 236 ألف لاجئ صومالي فروا من الحرب الأهلية في بلادهم منذ اندلاعها عام 1990، أصبحت الصومال هي قبلة بعض اليمنيين النازحين، فالأوضاع اليمنية المتردية تزيد من معاناة الصومال الذي لاطاقة له على تحمل أعباء مواطنيه أصلا، عدا عن تفشي "حركة الشباب الصومالية" في أنحائه، وانتشار إرهابها في أغلب المناطق الصومالية. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن اللاجئين اليمنيين نزحوا إلى دولة الصومال رغم التحديات الكافية للبلد الأفريقي في الفترة الأخيرة، مما يصنع أزمة جديدة تلوح في الأفق، موضحة أن الصومال تعاني من الإرهاب بسبب حركة الشباب المتطرفة، والتي تشكل تهديدا على شريان الحياة في البلاد خاصة المالي، كما أنها لاتزال تعاني من الفقر المدقع، فواحد من بين سبعة أطفال يموتون قبل بلوغ العام الأول، الصومال التي تعاني من الحرب الأهلية والانهيار السياسي منذ أوائل التسعينات، عانت من مجاعة كارثية على مدى السنوات القليلة الماضية والتي تسببت في مقتل 260 ألف شخص، ولكن الآن وفقا لوزير الخارجية الصومالي "عبد السلام عمر" فإن التحدي الأكبر للصومال هو اليمن. وتضيف الصحيفة الأمريكية أن الغارات الجوية التي شنتها السعودية ضد اليمن منذ آواخر شهر مارس الماضي، دفعت الكثير من المدنيين للفرار إلى الصومال من خلال البحر، ووفقا لمفوضية الأممالمتحدة وصل أكثر من ألف شخص إلى الصومال، وحاليا تتأهب البلد الإفريقي لاستقبال المزيد، مشيرة إلى أنه منذ الانهيار السياسي للصومال في عام 1991، بدأ الكثير من الصوماليين طلب اللجوء إلى اليمن، ووصل عددهم إلى 250 ألف لاجئ، ومع الحرب اليمنية الحالية ربما يعودون إلى الصومال حاملين أفكار تنظيم القاعدة وداعش، وهو التحدي الأكبر للصومال. وفي نداء استغاثة أطلقه رئيس الوزراء الصومالي، حذر من أن النزاع في اليمن يشكل تهديدا للاقتصاد والأمن في بلاده، مشيرا إلى تدفق للاجئين، واحتمال أن تغتنم حركة "الشباب" المعارك الدائرة هناك، وقال "عمر عبد الرشيد علي شارمركي": "لا يمكن لاقتصادنا أن يتحمل هذا التدفق للاجئين اليمنيين". وقد اجتاز أكثر من ألفي لاجئ خليج عدن، ووصلوا حتى الآن إلى سواحل منطقة أرض الصومال الشمالية، ومنطقة بونتلاند للحكم الذاتي (شمال شرق)، كما ذكرت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين، والتي تحدثت عن إمكان وصول 100 ألف شخص في غضون ستة أشهر.