سيطر الواقع الاقتصادي والأمني والسياسي على المباحثات التي دارت بين الرئيس العراقي فؤاد معصوم ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، حيث تم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل التعاون لمكافحة الإرهاب، وفي مشهد لافت هاجم «أردوغان» تنظيم داعش الإرهابي بصورة واضحة لأول مرة منذ انتشار التنظيم في العراقوسوريا. اعتبر الرئيس التركي خلال استقباله للرئيس العراقي خلال زيارة تركيا أن «داعش فيروس يهدف إلى تقسيم وتدمير الأمة الإسلامية»، مضيفا أنه «من الضروري صياغة استراتيجية دولية للقضاء على هذا التيار.. حتى لو تمكنا من تدمير داعش فستنشأ مجموعة أخرى باسم آخر»، متساءلا «من أين تأتي أسلحته وموارده؟ علينا التركيز على ذلك». وتأتي زيارة فؤاد معصوم لتركيا من أجل مناقشة الملف الأمني المتعلق بالمعارك الدائرة بين الجيش العراقي والتنظيم المتشدد بعدما بدأ الجيش عملية عسكرية في محافظة الأنبار عقب نجاح عمليته في تكريت التي لاقت إشادة من الرئيس التركي، وشدد الرئيس العراقي على أن خطر داعش ليس على العراق وحدها، بل على المنطقة والعالم كله، موضحا أنهم بصدد إعداد قوات مسلحة عراقية تابعة للحكومة الاتحادية، لمواجهة التنظيم في عدد من المحافظات. الجانب الاقتصادي لم يبعد كثيرًا عن المباحثات التي دارت بين الرئيسين، حيث أكد أردوغان أن بلاده ترغب في شراء الغاز الطبيعي من العراق، وأن المحادثات بشأن هذا الأمر لا تزال جارية، وقال «حاجتنا إلى الغاز الطبيعي تزداد باستمرار، وتتواصل المساعي مع العراق لشراء الغاز الطبيعي». من جانب آخر ذكر معصوم أن مسألة المياه كانت ضمن الموضوعات التي تطرقت إليها المباحثات التي أجراها مع المسؤولين الأتراك، وقال في هذا الشأن "بالنسبة إلى المياه أكد المسؤولون الأتراك التعاون معنا في هذا المجال، وطالبوا بمزيد من الاقتصاد في استخدام المياه"، وفي شأن آخر أوضح معصوم أن هناك اتفاقا بين حكومتي بغداد، وإقليم شمال العراق حول النفط والطرفين ملتزمان بتطبيق ما تم الاتفاق عليه. وأكد أردوغان في كلمته أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي مع العراق بالنسبة لتركيا، مشيراً إلى أن حجم التجارة بين تركياوالعراق يبلغ 11.1 مليار دولار، معرباً عن تمنياته في الارتقاء بهذا الحجم التجاري ليصل أو يتجاوز ما قيمته 20 مليار دولار، كما أشار أردوغان إلى مؤتمر الإستثمار في العراق الذي نظم في مدينة إسطنبول الأسبوع الماضي، معرباً عن أمله في تحقيق دفع متميز بهذا الشأن في الفترة المقبلة. وتختلف العراقوتركيا سياسيًا في الأزمة السورية اذ ترى العراق أن المعارضة السورية والجماعات الإرهابية في سوريا تنفذ أجندة غربية لهدم المؤسسات السورية، بينما تدعم تركيا المساعي الهادفة لإسقاط النظام السوري بقيادة الرئيس السوري بشار الأسد.