تأتى واقعة غرق أحد الصنادل بنهر النيل عند مدينة قنا، حاملاً مركب الفوسفات الذي يحتوى على عدد من المعادن الثقيلة، مثل "البولونيوم، الرصاص، اليورانيوم، والكادميوم"، كارثة بمعنى الكلمة، لما لها من آثار ضارة خطيرة على صحة الإنسان، خاصة الجهاز العصبي والمناعي؛ مما يجلعه مؤشرًا لزيادة درجة السموم في المياه وإصابة المواطنين بأوبئة وأمراض فتاكة، بالإضافة إلى تأثير ذلك على الثروة السمكية والحيوانية؛ مما سيؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد القومي. رئيس "السموم" بقصر العيني: غرق الفوسفات سيؤثر على الثروة السمكية والحيوانية يقول الدكتور نبيل عبد المقصود أستاذ علاج السموم وأمراض البيئة بكلية طب قصر العيني ورئيس الجمعية المصرية لعلاج السموم البيئية إن غرق الصندل المحمل بمركب الفوسفات بمحافظة قنا سيترتب عليه آثار ضارة صحيًّا على الثروة السمكية والزراعية والإنسان، ولكن المتضرر في المقام الأول سيكون الأسماك التي تتواجد داخل المياه التي وقعت بها حادثة غرق الصندل، بالإضافة إلى الحيوانات التي ترتوي من تلك المياه، وسيأتي الضرر على الإنسان عن طريق مياه الشرب، وذلك إذا لم يتم معالجتها بشكل جيد أو بطريقة صحيحة. وأضاف عبد المقصود أن للمعادن الثقيلة أضرارًا صحية خطيرة على الإنسان، فعلى سبيل المثال معدن الكادميوم سيسبب إسهالاً وآلامًا للمعدة وقيئًا حادًّا وضمورًا فى الجهاز العصبي المركزي وضمورًا فى الجهاز المناعي بالجسم، واحتمالية الإصابة بضمور في الصفات الوراثية أو مرض السرطان. وتابع "أما أضرار معدن الرصاص فتتمثل فى إصابة الإنسان باضطراب في التركيب الحيوي للهيموجلوبين وإصابة الإنسان بالأنيميا وارتفاع ضغط الدم وضمور أنسجة الكلى". مدير "المصري للحق في الدواء": هناك كارثة صحية لمخلفات الفوسفوريك وقال محمود فؤاد المدير التنفيذى للمركز المصري لحماية الحق في الدواء إن هذه الواقعة تعد كارثة صحية على المواطنين المصريين؛ نتيجة للأضرار الصحية المترتبة على ما تخلفه صناعة الأسمدة الفوسفاتية أو صرف سائل ملوث بالفوسفات والفلوريدا والمعادن الثقيلة فى مياه الشرب، حيث تسبب أضرارًا بالغة بالمحاصيل والإنسان. فالفوسفوريك مادة أكالة تتسبب في تهيج الجلد والعيون بالملامسة وحدوث تقرحات بالأغشية والأنسجة، كما أنه يؤدى إلى التسمم في حالة البلع أو الاستنشاق، مشيرًا إلى أنه لم يتم التأكد من كونها مادة متسرطنة علميًّا. عضو نقابة الأطباء: على "الصحة" و"البيئة" سرعة التحرك لحماية المواطنين وعلق الدكتور خالد أمين عضو مجلس نقابة الأطباء على قضية غرق الصندل أنه يتوجب على وزارتي البيئة والصحة الكشف عن الأضرار التي ستنجم عن غرق المركب في مياه النيل، وتحديد الآثار الضارة على صحة المواطنين عن طريق الخبراء، وتحديد الأسلوب العلمي الذي يمكن من خلاله تقليل تأثير هذه المادة على صحة المواطنين.