طالما حلم الطلاب المصريين بتطبيق التكنولوجيا الحديثة في مجال التعليم؛ حتى يتوافق مع تسارع وسائل الحياة المختلفة، فتسابقت مؤسسات التعليم بنوعيها الحكومي والخاص لإيجاد الوسائل الفعالة التي تساعد الطالب على التعلم بسهولة وتوفر له القدرة على الإبداع بشكل فعال في الدراسة وفي عمله المستقبلي. وتشمل وسائل التعليم الحديث الحاسب الآلي، والأقراص التعليمية المضغوطة "CDs"، والانترنت كبحر معلوماتي ووسيلة تعليمية عظيمة، ووسائل الإعلام السمعية والبصرية كالتليفزيون والفيديو وغيرها من الوسائل الحديثة، فكما غيرت التكنولوجيا القطاعات الأخرى، استطاعت وسائلها المتنوعة تغيير دفة التعليم وطريقة التعلم في العصر الحديث. وفور اقتراح الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم، تحويل الكتب المدرسية إلى "سي دي" لتوفير المصاريف على أولياء الأمور، تهلل البعض معتبرا إياه جيدا لمواكبة التكنولوجيا الحديثة، فيما رفضه البعض الآخر؛ خوفًا من محو طريقة التعليم التي توارثتها الأجيال. وكلف الدكتور محب الرافعى المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية، بإجراء استطلاع رأى للطلاب بالمدارس الخاصة والرسمية واللغات وأولياء أمورهم والمعلمين حول استبدال الكتاب المدرسى ب"CD". يقول هاني محمد، الخبير التربوي، إننا بحاجة إلى تطبيق التكنولوجيا الحديثة في مجال التعليم، لكن بما يتناسب مع الحياة في مصر من ناحية، ومتطلبات التعليم الحالية من ناحية أخرى، مضيفا أن تطبيق السي دي بدلا عن الكتاب، أمر يحتاج إلى تطوير منظومة التعليم بشكل كامل في مصر، ومن الأفضل تقليل المناهج الدراسية وتجنب الحشو الذي يعطى للطالب. من جانبه، أوضح أشرف شندي، مؤسس مبادرة الشباب والخبير السياسي، أن فكرة تطبيق السي دي بدلا عن الكتب الدراسية، يعد كارثة في التعليم، مؤكدا أن منظومة التعليم في مصر تحتاج إلى إصلاح أولا قبل تطبيق التكنولوجيا. وأضاف مؤسس مبادرة الشباب، أن مصر بحاجة إلى أيدى عاملة ماهرة؛ لسد فجوة المصانع، لافتًا إلى أن التعليم الفني في مصر يعاني من إهمال ملحوظ، ولابد من تطويره من أجل النهوض بالصناعة في مصر. على الجانب الآخر، رحب محمد عبد الظاهر، الخبير التربوي، بفكرة وزير التربية والتعليم، موضحًا أن الهدف من تطبيق هذا النظام، تقليل حجم المصروفات التى يتكبدها ولى الأمر عند سداده مصروفات الكتب الدراسية. واختتم "عبد الظاهر" بأن تأكيد وزير التعليم على أن استبدال الكتاب ب"السى دى" لن يتم إلا بموافقة ولى الأمر وتوقيعه على إقرار بذلك، يترك الحرية لولي الأمر في كيفية اختيار طريقة تعليم أبنائه، ويعد تطبيقًا للمنظومات الحديثة في التعليم.