في مسار سردي أفقي يكتب عبد الحميد البراق الحازمي مجموعته القصصية «تسير على ظهر غيمة»، الصادرة مؤخرًا عن الدار العربية للعلوم (ناشرون)، المجموعة من حيث الشكل موجهة للفتيان، ومن حيث المضمون موجهه للأسرة العربية، لذلك في تدخل في خانة أدب الأطفال، وتهتم بهذه الفئة العمرية المحيرة التي سقطت من اهتمامات الأدباء والكُتاب، إلى زمن قريب، من هنا استحقت هذه المجموعة جائزة الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز للتفوق والإبداع. تزخر القصص بالكثير من أوجه الحياة الاجتماعية والعلاقات الأسرية فيما خص علاقة الأبناء بالأباء، لذلك فهي تنشر قيم المحبة والأخوة والتعايش بين الناس، إستبنط المؤلف مرجعيات هذه القصص من الواقع أحيانًا ومن الخيال أحيانًا أخرى، ومن معايشات وملاحظات عن قرب أحيانًا ثالثة، جاءت مغلفة بإطار روائي هو نوع من العلاقة الجدلية بين الحكاية وراويها، بين المسرود والمكتوب، أو بين الوقائع المتذكرة والمعايشة، وكأنما شخصية السارد وأبطالة شخصية واحدة أو إحدهما مرأة للأخر، وهو يستخدم لغة سردية سهلة، على مستوى المفردات والتراكيب، تؤثر الجمل القصيرة، بما يتناسب وصوغ كل حكاية، من دون أن يسقط في فخ الوعظ والإرشاد، بل يفعل ذلك مداورة من خلال الأحداث، وهي أفضل طريقة لإيصال رسالته والتعبير عن أفكاره. من أجواء المجموعة نقرأ: ومن حينها وهي تجلس على مكتبها كل ليلة، ترسم صورة الطفل له ثغر والده الصغير، لون عينيها الزرقاوتين –تزيد اللون الأزرق هنا قليلًا حتى تصبح أجمل- وشعر جده المجعد الذي منحته اسمه ايضًا، كل مساء ترسم صورته وتمنحه تفصيلًا جديدًا، وقبل أن تخلد إلى النوم تضع الصورة المرسومة على السرير ذو الأسوار الخشبية، تلفها باللحاف الفضي، وتحرص على أن تظل ر سمة الأنف والفم غير مغطأة، حتى لا يمنع صغيرها من التنفس فيختنق، تجلس قرب السرير وتحكي له حكاية من كتب الأطفال المطرز برسوم أحصنه ذات أجنحة. تضم المجموعة 14 قصة قصيرة انطوت تحت عناوين رئيسين هما: إلى أمهات (697) ألف، الأغبياء الذين يحلمون.. إلى العظام الذين لم يخافوا الظل.