يعانى عدد كبير من أهالى مدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء من قلة الإمكانيات الطبية وسوء الخدمة المقدمة؛ نتيجة للظروف الصعبة التى تعيشها المحافظة على الصعيد الأمنى أو الخدمى، فهى محافظة حدودية، ولا تتوافر بها أي خدمات مثل الدلتا أو القاهرة الكبرى؛ لذلك يعانى مستشفى بئر السبع من الإهمال على الصعيدين المادى والمعنوى. فعندما تدخل إلى مبنى المستشفى، ستجد أكوامًا من النفايات الطبية تحيط بجميع مبانى المستشفى، والأبواب متناثرة هنا وهناك، بالإضافة إلى العديد من الأجهزة الطبية والآلات التى أصابها الصدأ نتيجة للعوامل الجوية السيئة. هذا كله جعل المستشفى بيئة غير صالحة للعمل ولا حتى لتلقى العلاج، قلا يوجد أطباء؛ لأن معظمهم يرفضون الذهاب إلى المناطق النائية؛ نتيجة للممارسات الخاطئة التى تتبعها وزارة الصحة فى التعامل مع المنظومة الصحية، وذلك عن طريق فرض قوانين ورفض تعديلها، كقانون حوافز المناطق النائية، وهو المخلص الوحيد لحل لتلك الأزمة التى يعانى منها فقراء محافظة شمال سيناء والذين جلعتهم جغرافيا المكان مهمشين بطبيعة الحال. أطباء مستشفى بئر العبد: الوضع مأساوي والخدمة سيئة يقول الدكتور "م. أ." أحد الأطباء العاملين بمستشفى بئر العبد "إن الوضع فى المستشفى مأساوى، ونقرأ كل يوم في الصحف، ونسمع ونشاهد المؤتمرات التى تدعو وتحث على ضرورة الاهتمام بالمناطق النائية والحدودية، ولكنه يظل كلامًا يناقضه الواقع. فالخدمة الصحية التي يلقاها أهلنا بشمال سيناء بدائية وبسيطة؛ نتيجة لقلة الإمكانيات، فنحن نأمل أن يلحق ذلك المستشفى بجدول المستشفيات المُدرجة ضمن مبادرة وزير الصحة والسكان المُسماة (نحو مستشفيات نظيفة)". موضحًا أنه يجب مد يد العون والمشاركة في حال وجود إرادة حقيقية للتغيير للأفضل لدى المسئولين عن المنظومة الصحية فى مصر، فالأطباء يعانون من عدم وجود مكان نظيف للجلوس به أو للإقامة داخل المستشفى. نقابة أطباء سيناء: الوزارة مسئولة عن الوضع الصحي المذرى من جانبه أكد الدكتور صلاح سلام، نقيب أطباء سيناء، أن "هناك تعمدًا في الإهمال الطبي الواقع بمحافظة شمال سيناء، سواء بتعنت الوزارة، أو في الخطوات الروتينية التي تطبقها من خلال قانون حوافز الأماكن النائية، والذى يعد أسوأ القوانين التي أصدرتها الوزارة الحالية، والذي جعل الحافز للأطباء المتواجدين في سيناء نسبة أقل أو مساوية تمامًا للأطباء بباقي المحافظات والأماكن النائية، التي لا مقارنة بينها وبين احتدام الأوضاع والصراع الدائر بسيناء، بالإضافة إلى غياب العدل، بحيث يتم صرف حوافز للأطباء المغتربين، أما أبناء سيناء فلا حافز لهم، وكأنه عقاب لكونهم من أبناء المحافظة، وأنهم مستمرون في تقديم الخدمة لأهالي سيناء، الذين يعانون أسواء الظروف على جميع المستويات المعيشية أو الصحية". وأضاف سلام أن هذا كله أدى إلى حالة الاحتقان الشديد لدى الكثير من الأطباء بسيناء، على الرغم من النقص الشديد في الأطباء الذي تعاني منه المحافظة بمختلف المستشفيات؛ نتيجة التضييقات الأمنية عليها؛ لفرض قوات الأمن حظر التجوال الساعة 3 عصرًا، فأضحت باقي المستشفيات مثل بئر العبد تعمل على أنها عيادات خارجية فقط. النقابة العامة للأطباء: مشكلة مستشفى بئر العبد متكررة فى كل المحافظات الحدودية وقال الدكتور خالد الأمين عضو مجلس نقابة الأطباء "إن مشكلة المناطق النائية لا تقتصر على محافظة شمال سيناء فقط، وإنما هناك العديد من المحافظات الأخرى التى يرفض عدد كبير من الأطباء الذهاب إليها، حتى وإن تطلب الأمر أن يستقيلوا من الوظيفة الحكومية؛ نتيجة لممارسات وزارة الصحة مع قانون حوافز الأماكن النائية وعدم تشجيعها للأطباء للذهاب إلى هناك". وأضاف الأمين أن محافظة شمال سيناء محافظة حدودية، وتقع فيها أحداث خطيرة، مثل التفجيرات وغيرها، وهذا كله دون امتيازات مادية أو حتى طمأنينات أمنية للعاملين الذين سيعملون هناك. والمفروض وضع الامتيازات، ووضع قواعد واضحة لتوزيع الأطباء والعاملين". مشيرًا (حسب تصوره) إلى أن الحالة الأمنية للمحافظة ستجعل الحكومة تفكر دائمًا في توجيه أية استثمارات إلى هذه المنطقة؛ وذلك لحل المشكلة الأمنية وتعميرها كمنطقة خطرة لحدود مصر الشمالية، وهذا على الرغم من أن التنمية الصحية والتنمية التعليمية وغيرهما هي في الأساس تنمية أمنية لا تقل عن الأمن المسلح.