بعد أن دخلت تركيا مرحلة جديدة بتولي "رجب طيب أردوغان" رئاسة الجمهورية، وتعين "أحمد داود أوغلو" رئيسا للوزراء، بدأت البلاد في الانجرار إلى المشكلات، وظهرت الخلافات بين حزب العدالة والتنمية نفسه، بداية من اختيار رئيسه الجديد خلفا لأردوغان، وصولا إلى التطورات الأخيرة في البلاد وتخبط سياساتها الخارجية. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "توداي زمان" التركية إن الخلافات داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تقود إلى نوع من عدم الاستقرار والفوضى في البلاد، كما أنه حاليا يتزايد الخلاف بين الرئيس "رجب طيب أردوغان" و نائب رئيس الوزراء "بولنت ارينج" خاصة في الأيام القليلة الماضية وسط انتقادات ل"أردوغان" الذي يسعى لفتح الباب لإجراء تغيرات في المشهد السياسي. وتضيف الصحيفة أن بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية مستاؤون من محاولات "أردوغان" المتزايدة لتقويض الحكومة، ليس فقط الحكومة بل أيضا مهاجمة البنك المركزي لعدة أشهر، كما أن الغضب جاء بسبب عملية السلام الكردية خاصة بعد أن بعث الزعيم الكردي "عبد الله أوجلان" رسالة من محبسه في 21 مارس الماضي وتم قراءة الرسالة في مدينة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية وهو يطلب من حزب العمال الكردستاني اتخاذ قرار بشأن إلقاء السلاح والتحرك نحو نهج غير عنيف، مشيرا إلى الحل الديمقراطي للمشكلة الكردية، حيث ينتظر عهد جديد للأكراد في تركيا يستند على المساواة الدستورية والمواطنة الحرة. وتلفت الصحيفة إلى أنه حتى الآن يحلم "أردوغان" بتحويل تركيا من نظام برلماني إلى رئاسي، كما أنه يأمل في الحصول على دعم الأكراد، رغم أنه يخرق الدستور، وبالتالي فإن نتائج حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية المقبلة غير مضمونة، وعلى "أردوغان" عدم الاستهانة حين يتعرض لهجوم كالذي يتعرض له داخل الأوساط التركية خلال الفترة الراهنة. من جانبها، قالت صحيفة"حرييت" التركية إن حزب العدالة والتنمية الحاكم تحول إلى حزب المشكلات، في إشارة إلى تصريحات رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو" للتلفزيون في 24 مارس الماضي، وهو اليوم الخامس للتوتر بين الحكومة والرئيس "أردوغان" بسبب عملية السلام الكردية الأخيرة، موضحة أنه في 21 مارس حث "أردوغان" الحكومة على عدم اتخاذ المزيد من الخطوات في عملية السلام الكردية ما لم يوافق حزب العمال الكردستاني على إلقاء السلاح. وتلفت الصحيفة إلى أن "أوغلو" على عكس "أردوغان" ونظرا لاختلاف المواقف والآراء بشأن القضية وعملية السلام الكردية، وجه الرئيس سهامه الإعلامية نحو رئيس الوزراء، فقد عكست الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام الموالية لأردوغان مؤخرا، والتي يدير جزءا منها بنفسه فعليا، حالة التوتر بين جناحي السلطة في البلاد، وبعد أن كانت وسائل الإعلام التابعة لأردوغان تطير فرحا وتفاخرا بحزمة الاتفاق الجديد الذي تم التوصل إليه خلال الشهر الماضي داخل قصر "دولما بهشه" انقلبت الأمور رأسا على عقب بعد التصريحات الأخيرة لأردوغان في هذا الصدد. وترى "حرييت" أنه بعد كل ما سبق أصبح من الواضح رغبة أردوغان في التدخل بشئون الحكومة وحزب العدالة والتنمية الذي سوف يسبب المزيد من الضرر لنفسه، وتعتقد الصحيفة أن هذه الخلافات مجرد البداية فقط، فالتحدي الأكبر أمام أوغلو هو إعداد قائمة المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة، ومتابعة قائمة الترشيحات النهائية، لأنها ستجلس في البرلمان خلال الفترة من عام 2015 إلى 2019. وتؤكد الصحيفة أن هذه المرة الأولى التي يدخل فيها حزب العدالة والتنمية صراع كبير منذ تأسيسه وتوليه الحكم، فالمعروف عن هذا الحزب الانضباط منذ 14 عاما في ظل حكم أردوغان، فقد كان حزبا صلبا يصعب تقسيمه. وتختتم الصحيفة بقولها، أنه على ضوء استطلاعات الرأي الأخيرة، فمن غير المرجح أن يحصل حزب العدالة والتنمية على الأغلبية المطلوبة لتعديل الدستور كما يرغب أردوغان في الانتخابات المقبلة، وهذا يعني أن النظام التركي الحالي المعدل وراثيا سيستمر في إنتاج المزيد من الأزمات خلال المستقبل.