عماد الدين سعد: الزعيم المسكوفي

غزلاله يامه بإيدي الطاقية .. وازاي يامه مايلبسهاش .. لم تتصور الفنانة الراحلة فايزة احمد ان يتحول مقطع من احدى اغانيها الى عقيدة راسخة لانظمتنا المختلفة في طريقة الردع ، فاذا كانت الانظمة حتما ولابد تغزل يبقى الشعب لازم يلبس ! فقد تم اختصار الوطن في مؤسسات وتم اختصار المؤسسات في اشخاص وتم اختصار الاشخاص في مارشال على هيئة دبابة وطيارة ومدفع رمضان !
ان المواطن المصري المحاصر بين سقوط عقار وتناول عقار لنقلة الى مقابر الصدقة ، هو نفس المواطن الذي يحرص ويفهم ويدرك اهمية باب المندب اكثر مليون مرة من ادراكه باهمية باب بيتهم . برغم ان اللص يسرقه باستمرار وامام عينيه دون محاسبة ، والارهابي يزرع قنابله كل مرة بحرية بنفس الطرق البلهاء بمناسبة وبدون مناسبة ، وعندما استبد به الغضب و فاض به الكيل ..استغاث ف اغاثه الفاسد الذي اغفل عن هذا وترك ذاك من اجل ان يقتنص كالون باب الرشوة ، ولم يتبقى له سوى الاغاني الحماسية العنترية التي تجعله ينفجر هياما وعشقا ببلده ام العواجز.. وبرغم ان القانون هو ملاذه الاخير فقد احتكم اليه ، وعليه تم الحكم على الجميع بالبرائة وحبسه بتهمة ازعاج السلاطات ، ولكن ظل المواطن حريصا على الاستقرار حرصه على باب خوخة وشجيرة الحرنكش ، بعد كم الفتاوي التي كفرته وادخلته النار وبئس المصير اذا خرج على الناموس الذي نزل وينزل على كل من تسمحله الظروف ويقوم بغزل الطاقية ! واه واهين تلاتة يا بلد الحرنكش .
ولذلك عزيزي الدوق نصيحة من زميل كفاح اوعى تلعب في عداد ثورتك لان العدادات معروفة انها ساقطة قيد او ملعوب فيها، والمشوار بيكون وقته وحسابه حسب التساهيل ، فهناك مشوار يستغرق شهر او سنة اوسنين او ان يضيع العمر يا ولدي والمشوار لسه في بدايته ولذلك فان السرعة مراقبة بالرادار ففي التا`ني السلامة وذلك طول ما احنا واقعين مابين واحد مش شايف وواحد مش فاكر !
لذلك انتفض عكرتة العالم مفكر حارة الكراكون وهاج وماج وقال : يا عالم يا عفشة متلاقيش مكان في العالم له زعماء زينا ، كل واحد بيعمل دوره ويتكل على الله ، حتى لو فيه زعيم تلاقيه بيخدم بلده سنين السنين علشان ياخد لقب زي ده ، اما حارتنا فالزعيم عندنا مثل البط المسكوفي ميخدش وقت في تربية زعامته على سطح الشئون المعنوية والاجهزة المعنية ، يدوبك يعلفوا فيه شهرين تلاتة تلاقيه اتنفش واصبح بقدرة قادر كريم ملو السمع والبصر ينيم اعظمها بلد فيكي يا دنيا من المغرب ، وبدل ما يقدم القائد .. الزعيم.. الملهم ..الحلول المنطقية المدروسة لتعيش ابسط حياة ممكنة تحميك من ذل التسول والاهانة ، تكون حضرتك افضل اداة يتسول بيها ويقدمك اشهى وجبة للفقر والجهل والمرض !