في استجابة لما نشرته «البديل»، بدأت الجهات التنفيذية بالمنيا في أعمال ترميم وتجميل جامع «اللمطي» الأثري، ثاني أقدم مسجد بالمحافظة، وأكبرها من حيث المساحة. ظل يعاني جامع اللمطي لعقود طويلة من الإهمال والعبث حتى أنه تحول موقفًا لحافلات وسيارات مدينة المنيا الجديدة التي تتركز في مدخله الرئيسي، كما تحولت دورات المياه لأغراض غسيل السيارات ما أدي لتهالكها، وارتفاع سطح الأرض عن رصيف المسجد، ما تسبب في انهيار السور الحديدي للمسجد، برغم استقبال الجامع بصفة يومية وفود من دول عدة، بجانب طلاب المدارس ومنظمات المجتمع المدني. وقال مفتش الآثار أحمد الحفناوي إن جميعهم يتعرضون للمعاكسات والمضايقات من قبل السائقين، ما يجبرنا علي إدخالهم من الباب الخلفي، لتكون دورات المياه أول ما تقع أعينهم عليه، وأضاف بأنهم تقدموا بمحاضر عدة بغرض إبعاد موقف السيارات من أمام الواجهة الشمالية الرئيسية وكان طالب مفتش آثار الجامع أحمد الحفناوي بترميم وتجديد كلي للجامع وإبعاد موقف السيارات ومحول الكهرباء, مع توفير عمال نظافة، وتوفير وسائل أمن وحراسة. وبعدما نشرت «البديل» نوفمبر الماضي تقريرا بعنوان «اللمطي أثر فاطمي أنقذته أعمدة الكنائس وأهملته الحكومة»، تفقد محافظ المنيا اللواء صلاح الدين زيادة، الجامع الأثري، بعدها وجه رئيس مدينة المنيا إسماعيل الفحام، بالعمل علي تنظيف وتجميل المنطقة الخارجية المحيطة بالمسجد، ضمن المرحلة الثانية لأعمال التطوير، كما وجه المحافظ بدراسة نقل موقف الحافلات، الواقع خارج الجامع لموقع آخر، للحفاظ على الشكل الحضاري. وقال مدير عام آثار مصر الوسطى للآثار بالمنيا الدكتور رجب عبد السلام، إن ن إجراءات ترميم وتطوير الجامع تتم على أكثر من مرحلة، تشمل المرحلة الأولى أعمال الدهانات للداخل والخارج والأخشاب والحوائط. وأوضح "الحفناوي" أن المحافظة بدأت أعمال ترميم الجامع، ضمن المرحلة الأولى من إجراءات الترميم، التي أوشكت علي الانتهاء، مضيفا ل"البديل" إنه سيتم إبعاد مواقف السيارات أمامه. «اللمطي» واحد من أهم المساجد الأثرية بالمنيا، بني في عهد الدولة الفاطمية عام 549 ه على مساحة فدان، ومثل مركز حكم وإدارة شؤون المحافظة في العصر المملوكي، ويحوي آثارًا لعصور الفاطميين والأيوبيين والمملوكيين والعثمانيين، ويميزه موقعه المطل علي كورنيش النيل، وعراقة بنايته وتخطيطه، بجانب تاريخه المعروف.