استعادت الحكومة العراقية سيطرتها مجددا على مدينة تكريت بعد نجاحات ميدانية في عموم محافظة صلاح الدين، حيث سيطرت القوات العراقية بمساعدة الحشد الشعبي والعشائر على مدينة تكريت بالكامل بعد معارك مع عناصر تنظيم داعش الذين فروا خارج المدينة، بعدما سيطروا عليها منذ يونيو الماضي. وأسفرت عملية استعادة سيطرة القوات العراقية على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، عن مقتل العشرات من عناصر تنظيم داعش بعد معارك عنيفة خاضها المتطرفون، وتلخصت خسائر التنظيم المتطرف، بحسب مصدر أمني في قيادة عمليات صلاح الدين في مقتل 312 من أشرس مقاتلي داعش. نبذه عن تكريت وأهميتها تقع تكريت على مسافة 160 كم شمال غرب بغداد على نهر دجلة، يبلغ عدد سكانها 370 الف نسمة وهي مركز محافظة صلاح الدين، موقع مدينة تكريت مثل تاريخياً نقطة تحشيد مثالية لكل قوة تسمى للسيطرة على المنطقة الشمالية من العراق. تقع على الطريق بين بغداد والموصل مركز محافظة نينوى وأولى المناطق التي احتلها التنظيم في يونيو، استولى مسلحو تنظيم "داعش" على المدينة في شهر يونيو صيف العام الماضي ضمن سلسلة هجمات في شمال العراق، ومطلع شهر مارس الماضي بدأت القوات العراقية حملة عسكرية جديدة لاستعادة المدينة . خسر داعش بفقدانه تكريت واحدة من أهم مراكز القيادة والسيطرة لقواته في صلاح الدين، وبات عاجزاً تماماً عن مهاجمة محافظات ديالى أو أي من المناطق التي تسيطر عليها الجيش العراقية في الدور والعلم وسامراء وبلد والدجيل، وصولاً إلى الجنوب صوب بغداد، وكذلك الانطلاق غرباً نحو الأنبار. كما أثبتت المعارك أن أسلوب التفخيخ وزرع العبوات الناسفة لم يعد مجدياً لإيقاف تقدم الجيش العراقية باتجاه المناطق التي يسيطر عليها، لأنه بات مكشوفاً تماماً، إلى ذلك باتت أهم معاقله جنوب وغرب كركوك المتمثلة بالحويجة والرشاد والرياض والعباسي مهددة الآن من الشرق والشمال والجنوب من قبل الجيش العراقي والبيشمركة الكردية . ويعتبر داعش بخسارته لولاية صلاح الدين أمام هزيمة معنوية كبيرة، بعد ممارساته الإجرامية في حق عشائر صلاح الدين عبر قيامه بإعدام وتصفية العشرات من أبنائهم . التوجه إلى محافظة نينوي من جهة أخرى باتت محافظة نينوى التي يسيطر داعش على أغلب أجزائها محاصرة من الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية والشمالية الغربية، ولم يعد هناك طريق يربطها بسوريا والأنبار سوى من الجهة الجنوبيةالغربية عبر معبر القائم الذي يقع ضمن الحدود الإدارية لمحافظة الأنبار. إلى ذلك، يرى معظم المراقبين العراقيين أن داعش بخسارته تكريت ترك الطريق مفتوحاً أمام القوات العراقية من الجهة الجنوبية لنينوى إذا ما أرادت الأخيرة مهاجمة الموصل خلال الأسابيع والأشهر المقبلة. إعادة الأعمار ورجوع النازحين أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، الاربعاء، أنه سيتم الاتفاق مع الحكومة المحلية بصلاح الدين على الاسراع باعادة الأسر النازحة إلى تكريت وباقي المناطق المحررة، فيما أشار إلى أن هناك خطة مستقبلية لإعادة إعمار المحافظات المحررة. وقال العبادي خلال حديثه مع قوات الجيش العراقي بحضور وزيري الداخلية محمد الغبان والنفط ومحافظ صلاح الدين ، إنه "سوف يتم الاتفاق مع الحكومة المحلية لمحافظة صىلاح الدين على الاسراع باعادة العوائل النازحة إلى تكريت وباقي المناطق المحررة"، مثنيا "على جهود القوات الأمنية خلال تحريرها تكريت والمناطق المحيطة بها".