بعد نحوعامين من تجميد الإدارة الأمريكية للمساعدات العسكرية التي تقدمها لمصر على خلفية الإطاحه بالرئيس الأسبق محمد مرسى من الحكم عام 2013، استأنفت واشنطن المساعدات مرة أخرى والتي تقدر بنحو 1.3مليار دولار أمريكي، ففي اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي بارك أوباما والرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن الأول عن استئناف المساعدات العسكرية لمصر، مؤكدًا اهتمام الولاياتالمتحدة بتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على كافة المستويات، ولاسيما العلاقات الاستراتيجية والتعاون العسكري والأمني. 1- متى بدأت المساعدات؟ المعونة الأمريكية لمصر هي مبلغ ثابت سنويا تتلقاه مصر من الولاياتالمتحدةالأمريكية في أعقاب توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، حيث أعلن الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر تقديم معونة اقتصادية وأخرى عسكرية سنوية لكل من مصر وإسرائيل، تحولت منذ عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولار لإسرائيل، و2.1 مليار دولار لمصر، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية. وتمثل المعونات الأمريكية لمصر 57% من إجمالي ما تحصل عليه من معونات ومنح دولية، سواء من الاتحاد الأوروبي واليابان وغيرها من الدول، كما أن مبلغ المعونة لا يتجاوز 2% من إجمالي الدخل القومي المصري وفق وزارة التعاون الدولي. 2- ما هي الأسلحة المفرج عنها ؟ وفقًا لواشنطن بوست الأمريكية ، فإنه سيتم رفع حظر تصدير المعدات العسكرية لمصر المحتجزة منذ أكتوبر 2013، وهي 20 صاروخ هاربون المضادة للسفن والقطع البحرية Rgm-84L Harpoon، والتي تم التعاقد عليها لصالح زوارق الصواريخ الشبحية المصرية من فئة "امبسادور" Ambassador MK-III class. 12 مقاتلة اف-16سي بلوك-52 / F-16c Block-52بكامل التسليح، والتي ضمن صفقة تم التعاقد فيها علي 20 مقاتلة عام 2009، تم استلام منهم 8 مقاتلات. تجهيزات خاصة بدبابات القتال الرئيسية إم1ايه1 ابرامز / M1A1 Abramsبأعداد قد تصل ل125 دبابة Up to 125 tank kits. 3- ما أهمية هذه المساعدات للإدارة الأمريكية؟ دائمًا ما كان يستبعد المحللون قطع المعونة العسكرية الأمريكية لمصر لأنها تساعد في تعزيز الأهداف الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة، واستفادت من خلالها واشنطن الكثير، مثل السماح لطائراتها العسكرية بالتحليق في الأجواء العسكرية المصرية، ومنحها تصريحات على وجه السرعة لمئات البوارج الحربية الأمريكية لعبور قناة السويس، إضافة إلى التزام مصر بشراء المعدات العسكرية من الولاياتالمتحدة، فأمريكا قدمت لمصر حوالى 7،3 مليار دولار بين عامى 99 و2005 في إطار برنامج مساعدات التمويل العسكرى الأجنبي، وأنفقت مصر خلال نفس الفترة حوالى نصف المبلغ، أي 3.8 مليار دولار لشراء معدات عسكرية ثقيلة أمريكية. والتلويح بقطع المعونة الأمريكية أسلوب دائماً تستخدمه الولاياتالمتحدة كورقة ضغط على مصر لتحقيق مصالحها السياسية، ولكن يقول مراقبون إن هذه المساعدات لها أهمية إستراتيجية كبيرة لأمريكا على خلفية ارتباطها الوثيق باتفاقية كامب ديفيد، التي لا تسعى الإدارة الأمريكية للمساس بها لاسيما وهي تحفظ السلام بين مصر و الكيان الصهيوني. كما قالت يرناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الإمن القومي الأمريكي إنه اعتبارا من العام المالي 2018 سيتم تقديم المساعدات العسكرية الامريكية لشراء معدات جديدة تخصص لأربع فئات وهي مكافحة الارهاب وأمن الحدود وأمن سيناء والأمن البحري، مضيفة أن هذه الإجراءات ستسمح بوضع برامج المساعدات الأمريكية لمصر في إطار يتماشى مع أولويات الولاياتالمتحدة الأساسية الراهنة؛ حسبما أعلنت المسئولة الأمريكية. 4- ماذا فعلت مصر للإفراج عن المساعدات؟ تحدثت تقارير منذ أيام أن مشروع قانون الإنفاق الذي تم تمريره من قبل الكونجرس من شأنه أن يسمح لوزارة الخارجية الأمريكية استئناف المساعدات العسكرية لمصر، حيث حدد مشروع القانون عددا من المتطلبات قبل استئناف المساعدات العسكرية السنوية لمصر، ويسمح لوزيرالخارجية الأمريكى جون كيرى بتمرير المساعدات لأسباب تتعلق بالأمن القومي. وأشارت صحيفة مونيتور الأمريكية إلى أن قرار استعادة هذه السلطة، التى كانت غائبة عن مشروع قانون الإنفاق السابق، تمثل انتصارا للرئيس عبد الفتاح السيسي وحلفائه الإقليميين، ويأتى تغيير السياسة الخاصة بالمساعدات الخارجية والتي تمنح لوزارة الخارجية مرونة أكبر، فى أعقاب ضغط شديد من مصر وحلفائها فى المنطقة بما فى ذلك السعودية والإمارات والأردن، وساندت المتحدثة باسم لجنة الاعتمادات فى مجلس النواب، السياسات الجديدة الخاصة بالمساعدات الخارجية، خلال مناقشات خاصة بمشروع قانون الإنفاق،في مواجهة زميلتها الديمقراطية نيتا لولى والسيناتور الجمهورى الرفيع ليندس اى جراهام. وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن السيناتور باتريك ليهى،رئيس لجنة الاعتمادات الخارجية بمجلس الشيوخ، من أشد المنتقدين للحكومة المصرية ويعارض استئناف المساعدات إلا بشروط، فإن المتحدث باسمه أكد أن السياسات الجديدة مدعومة من قبل ثلاثة من أربعة رؤساء لجان وكبار أعضاء اللجان الفرعية، على خلفية الضغط المصري وحلفائه الإقليمين، فضلا عن دعم الإدارة الأمريكية للقرار. 5- كيف ترى الإدارة المصرية المساعدات الأمريكية؟ أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اتصاله بالرئيس الأمريكي مؤخرا أن استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، فضلاً عن استئناف صفقات الأسلحة المتعاقد عليها بالفعل، تصب في صالح تحقيق الأهداف الاستراتيجية المشتركة للبلدين، ولاسيما فيما يتعلق بجهود مكافحة التطرف والإرهاب، وحفظ الأمن خاصة في سيناء. وهلل أغلب السياسيون والمحللون المصريون بهذه الخطوة التي اعتبروها إيجابية نحو إعادة العلاقات المصرية الأمريكية إلى طبيعتها مؤكدين أنها اعتراف رسمي بشرعية النظام القائم بعد الدور المصري الذي ظهر على مستوى المحيط الإقليمى، حيث قال الرئيس المصري في حوار لشبكة فوكس نيوزالأمريكية خلال أوائل شهر مارس الماضي إنه من المهم جداً للولايات المتحدة أن تتفهم حاجة مصر الملحة إلى الأسلحة والمعدات، في وقتٍ يشعر فيه المصريون بأنهم يحاربون الإرهاب، مضيفًا أن المصريين يريدون أن يشعروا بأن الولاياتالمتحدة تقف إلى جوارهم وهم يحاربون الإرهاب.