انطلقت بمدينة شرم الشيخ، صباح اليوم السبت، أعمال القمة العربية في دورتها العادية ال26، برئاسة الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، بعد تسلمه الرئاسة من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، رئيس القمة السابقة، وبمشاركة 14 رئيسًا وملكًا وأميرًا يترأسون وفود بلادهم، بينما تتمثل مشاركة بقية الدول العربية في نواب رؤساء ورؤساء حكومات ورؤساء برلمانات ووزراء خارجية وممثلين شخصيين، ويبقى مقعد سوريًا شاغرًا بهذه القمة، إذ لا يزال قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا فيها ساريًا . حيث بدأت القمة التي تعقد تحت شعار 70″ عامًا من العمل العربي المشترك" وسط تركيز من القادة العرب في كلماتهم على المواجهة العسكرية في اليمن، بالإضافة للحرب الأهلية في سوريا والتدهور الأمني في ليبيا والقضية الفلسطينية . وتشمل المشاركة ملوك وأمراء كل من السعودية والأردن والبحرين والكويت وقطر ورؤساء كل من مصر واليمن وفلسطين والسودان وتونس والعراق وموريتانيا وجيبوتي والصومال، فيما تتمثل مشاركة بقية الدول العربية في نواب رؤساء ورؤساء حكومات ورؤساء برلمانات ووزراء خارجية وممثلين شخصيين. انطلقت القمة بعد أيام من بدء عملية "عاصفة الحزم" التي قادتها السعودية وشاركت فيها دول عربية لقصف مواقع في اليمن بهدف وقف زحف "الحوثيين" وقوات موالية للرئيس الأسبق "علي عبدالله صالح" من الجيش اليمني صوب عدن، التي فر إليها الرئيس "عبد ربه منصور هادي" بعد فترة إقامة جبرية فرضت عليه في صنعاء التي استولى عليها "الحوثيون" في سبتمبر الماضي . وقال الملك "سلمان بن عبد العزيز" عاهل السعودية في كلمته أمام القمة، "إنه سوف تستمر عاصفة الحزم حتى تتحقق جميع الأهداف وينعم الشعب اليمني بالأمن والاستقرار" . ووصف "عبد العزيز" التحركات الحوثية في اليمن بأنها تهديد كبير لأمن المنطقة كما وصفها بأنها "انقلاب على السلطة الشرعية واحتلال للعاصمة صنعاء . وقال الرئيس اليمني مخاطبًا القمة العربية "أتيت إليكم اليوم من اليمن الجريح مشاركًا في القمة العربية . ومن جانبه، أكد الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" الذي تسلم رئاسة القمة، أن التحديات التي تواجه بعض الدول العربية بلغت حدًا جسيمًا وغير مسبوق، وأن مستقبل هذه الأمة رهين بما سيتم اتخاذه من قرارات في هذه القمة . ودعا الرئيس إلى تأسيس قوة عربية مشتركة تمثل رادعًا لكل من يهدد الأمن العربي، وأكد أن "التصدي والرد على التحديات التي تواجهنا حق أصيل لنا"، مشيرًا إلى أن بعض الأطراف الخارجية تستغل الظروف التي تمر بها بعض الدول العربية لاستقطاب أطراف داخلية . وبشأن الوضع في اليمن، قال "السيسي" إن مساعي الحوار في اليمن فشلت فكان محتمًا أن يكون هناك تحرك عربي حازم، في إشارة إلى عاصمة الحزم التي تتواصل لليوم الثالث من أجل دعم الشرعية المتمثلة في الرئيس "عبد ربه منصور هادي" وردع مسلحي جماعة الحوثي . وألقي أمير الكويت الشيخ "صباح الأحمد آل صباح"، كلمة الافتتاح باعتباره رئيس الدورة الخامسة والعشرين للقمة العربية، وقال "نحن اليوم نلحظ بأن المشهد السياسي في وطننا العربي يزداد سوءًا وتعقيدًا سواء كان ذلك بالتصعيد الذي رافق الوضع في ليبيا أو التدهور الأمني الذي يعانيه الأشقاء في اليمن" . وأضاف "صباح" بعد ما يزيد عن الأربع سنوات من دخول منطقتنا مرحلة جديدة من الفوضى وعدم الاستقرار، والتي أطلق عليها البعض الربيع العربي عصفت بأمننا وقوضت استقرارنا وأدخلتنا في حسابات معقدة . وتبحث القمة في 11 بندًا أبرزها تقرير الأمين العام للجامعة العربية "نبيل العربي" عن العمل العربي المشترك، والقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته، وتطوير جامعة الدول العربية، والتطورات في كل من سوريا وليبيا واليمن، فضلًا عن صيانة الأمن القومي العربي، ومكافحة الجماعات التي تُصنف إرهابية ومتطرفة . يذكر أن شددت سلطات الأمن من إجراءاتها الأمنية بمدينة شرم الشيخ استعدادا للقمة العربية التي انطلقت اليوم، وقام المحافظ اللواء "خالد فودة" وعدد من القيادات الأمنية بجولات ميدانية للوقوف على الاستعدادات النهائية للقمة، وانتشرت سيارات الأمن المركزي والعناصر الأمنية في جميع شوارع المدينة، ومحيط مركز المؤتمرات بالمدينة . وقال اللواء "حاتم أمين" مدير أمن جنوبسيناء، إن "تأمين القمة العربية سيكون بنفس خطة المؤتمر الاقتصادي، وهناك خطة أمنية محكمة بمتابعة مباشرة من وزارة الداخلية وبالتنسيق مع القوات المسلحة ومشايخ القبائل، وهذه الخطة تهدف إلى إحكام السيطرة على مداخل ومخارج جنوبسيناء والمناطق السياحية خاصة مدينة شرم الشيخ بمشاركة كل الأجهزة الأمنية .