بعدما شرعت الحكومة الحالية في إقامة منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة وهدم كافة المنازل التي تقبع بها وتهجير قاطنيها، بحجة هدم الأنفاق التي تهدد الأمن القومي للبلاد بحسب التصريحات، يتبادر إلى الذهن سؤال مهم، وهو: هل ما يفعله النظام هو بمثابة حماية للأراضى المصرية والأمن القومى، أم أن كل تلك الأفعال تصب فى مصلحة "الصهاينة" على حساب مصر والأراضى المحتلة؟ فقد رأى بعض الخبراء أن المنطلق الحقيقي لهدم الأنفاق هو حماية الأمن القومي للكيان الصهيوني. فما يقوم به النظام هو محاصرة قطاع غزة وليس تأمين حدوده بالدول المجاورة، متسائلين: إذا كانت الدولة تبحث عن أمنها القومي، فلماذا لم يتم إنشاء المنطقة العازلة على طول الشريط الحدودي مع كافة الدول المجاورة والتركيز في نشر القوات على جانب قطاع غزة فقط؟ النظام يحاصر قطاع غزة لخدمة مصالح الكيان الصهيوني يقول "محمد عصمت سيف الدولة" الباحث فى الشأن القومى العربى والقضية الفلسطينية، إن هناك العديد من الأحداث التي تمت داخل منطقة شبه جزيرة سيناء لا يوجد تفسير لها سوى خدمة مصالح دول أخرى وليس الهدف منها حماية الأمن القومى المصري، فقد قدم النظام الحالى ما لم يقدمه واضعو معاهدة "كامب ديفيد" أنفسهم للكيان الصهيونى، وذلك من خلال الحديث عن النظام الحالى وشرعيته في المحافل الدولية وأمام الأممالمتحدة ومحاولة التعامل مع الكيان الصهيونى على أنه كيان معترف به وقائم لا يمكن مقاومته، بل علينا التعامل والتطبيع معه والمحافظة على الأمن القومى له، عن طريق هدم الأنفاق وربط إعمار غزة عن طريق نزع السلاح من القطاع، وأيضًا التلويح بضربة عسكرية للقضاء على الإرهاب داخل القطاع. وأضاف "سيف الدولة" أنه من ضمن الخطوات التي تصب فى الصالح العام للكيان الصهيوني غلق المعابر وقيام النظام الحالى بمحاولة إعادة نشر قوات إضافية داخل سيناء غير المنصوص عليها بالمعاهدة بدلاً من نشرها على الحدود المصرية بوجه عام وليس على الحدود المصرية الفلسطينية بشكل خاص؛ لأن هذا يؤصل فكرة الحصار على القطاع ولكن بشكل غير واضح، والهدف الاساسى منه هو الحفاظ على الأمن القومى الإسرائيلى، مشيرا إلى أنه يجب على الإدارة المصرية العمل على إعادة النظر فى بنود "كامب ديفيد"؛ لأنها لم يعد لها أهمية سوى إقصاء الطرف المصري من الدفاع عن القضية الفلسطينية. ما يحدث بسيناء نتيجة أخطاء النظام ولا دخل لقطاع غزة به وأكد الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن إغلاق النظام لمعبر رفح ليس الغرض منه تحقيق الأمن في سيناء، مشيراً إلى أن أمن المنطقة لا يرتبط بالمعبر الذي يمر من خلاله الفلسطينيون الذين يحتاجون للعلاج بالخارج وللطلبة الذين يريدون التعلم في الجامعات الخارجية، بل هو مرتبط بوجود الجماعات المسلحة، على حد تعبيره. ولفت إلى أن أن وجود هذه الجماعات المسلحة في سيناء "ليس نتيجة أخطاء فلسطينية، بل هي نتيجة أخطاء مصرية ذات علاقة بالأمور السيادية على سيناء"، مشيراً إلى أن اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر والكيان الصهيوني تعد سبباً مباشراً في وجود هذه الجماعات، حيث لم تسمح للجيش المصري بالتواجد على أرض سيناء إلا بعدد ضئيل جدًّا من الجنود والمدرعات والمعدات، مطالباً بالكف عن استهداف الفلسطينيين والتضييق عليهم، لأننا إخوة الدم والسلاح، ولأننا أبناء القومية الواحدة، فلا يمكن أن نقف في معاداة بعضنا لصالح الأعداء الحقيقيين. وأوضح عبد الفتاح أن الإجراءات المتبعة ضد معبر رفح البري والذي يعد المنفذ الوحيد للفلسطينيين إلى الخارج، تأتي بهدف إحداث ضغط على الشعب الفلسطيني، وزيادة معاناة الفلسطينيين من أجل الانقلاب على حركة "حماس"، لافتاً إلى أن الإغلاق أمر مسيس الهدف منه الانتقام من حركة "حماس" لصلتها بجماعة الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أن إغلاق معبر رفح ينافي القومية العربية، ويصب في صالح الكيان الصهيوني.حصار غزة