تزامنا مع انتصارات القوات العراقية في حربها ضد تنظيم داعش خلال الفترة الأخيرة وحصار التنظيم الإرهابي في أكثر من منطقة وقرب تحرير مدينة تكريت، تمر سياسة أمريكا في العراق بمرحلة من التقلبات وفقًا لمصالحها الخاصة إذ رفض البنتاجون تكثيف الضربات على داعش، معتبرا أنها خطأ كبيرًا. يبدو أن هذه التصريحات جاءت على خلفية النجاحات التي حققها الجيش العراقي ميدانيا ضد تنظيم داعش دون التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، حيث دعا رئيس أركان الجيوش الأمريكية مارتن ديمبسي إلى اعتماد ما أسماه ب "الصبر الإستراتيجي" في مواجهة تنظيم "داعش"، قائلا إنّ إلقاء كميات كبيرة من القنابل على العراق ليس الحل، مضيفًا "علينا أن نكون دقيقين جدًا في استخدام قوتنا الجوية". استراتيجية أمريكا في محاربة داعش في سبتمبر الماضي وخلال تنفيذ التحالف الدولي ضرباته في العراق من أجل تطويق داعش، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما " إستراتيجيتنا ستعمل على صد تنظيم داعش وتقويضِ قدراته خلال أشهر، سنضعفهم وسنقلص مساحة الأراضي التي يسيطرون عليها"، لكن في الفترة الحالية اختلفت الإستراتيجية عندما رأت الإدارة الأمريكية مشهد المروحيات الروسية من طراز «مي – 24» المشاركة في العملية العسكرية في تكريت جواً، والصواريخ الإيرانية، وتقدم الجيش العراقي على أكثر من جبهة دون مشاركة التحالف، حيث أزعج هذا الأمر رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية مارتن ديمبسي، الذي عكست تصريحاته الأخيرة الإحراج الذي وقعت فيه القيادات العسكرية والسياسية بواشنطن. وصلت غارات طائرات «التحالف» في الايام القليلة الماضية إلى مشارف مدينة تكريت، لكنها استثنت بشكل واضح العملية العسكرية التي يخوضها «الجيش العراقي» و «الحشد الشعبي» عند المحور الشمالي الشرقي، ما يوضح أن الارباك الأمريكي الذي رافق إطلاق الحكومة العراقية لعملية تكريت ما زال مستمرا. زيارة ديمبسي للعراق بعد هذه التصريحات أجرى ديبمسي زيارة مفاجئه إلى العراق الإثنين تزامنا مع هجوم هو الأكبر، تشنه القوات العراقية ضد تنظيم داعش، لاستعادة مدن أبرزها تكريت وصلاح الدين، لكن هذه الزيارة لم تؤثر على الحملة التي ينفذها الجيش العراقي، حيث قالت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي إن القوات المشتركة ستتمكن من تحرير وسط تكريت والمناطق المجاورة لها، بعدما أحكمت الطوق على إرهابيي «داعش» فيها، متوقعة العثور على ناجين من مجزرة «سبايكر» أو مقابر جماعية للضحايا في القصور الرئاسية في المدينة ومناطق البو عجيل. من جانبه؛ أوضح رئيس اللجنة حاكم الزاملي إن «القوات المشاركة في معارك صلاح الدين تتقدم عبر ثلاثة محاور، أولها من سد العظيم باتجاه ناحية العلم، والثاني من سامراء باتجاه الدور، مشيراً إلى أن التقدم في المحور الثالث يتم من مدينة تكريت نحو العلم أيضاً.