دماء تنزف على القضبان لا تجف وحوادث مستمرة بطلها "قطار السويس" أقدم وأول خط سكة حديدة فى الجمهورية، بل يكاد من أوائل خطوط السكك الحديدية فى الشرق الأوسط، إذ يدفع ثمن هذا القدم من الإهمال في التطوير الذي ينتهي دائمًا بكارثة، الجاني فيها المزلقان المصحوب بالإهمال والبحث عن الحجج والمبررات وإلقاء المسئولية على الآخر . موضوع شائك لم ينتهي نتيجة تدهور أوضاعه، وتدني مستوى الخدمة وتغاضي الحكومات المتعاقبة عن صيانة العربات وإصلاح منظومة السكك الحديدية وحل مشاكل "المزلقانات"، ما يسهم فى زيادة الدماء على القضبان ثم يأتي سيناريو آخر بعد كل حادثة من إجراءات حكومية روتينية لا تثمن ولا تغني من جوع، بين التعويضات والأموال التي تعطيها الحكومة لأهالي الضحايا وكلمات المواساة والنعي الرسمي، تظل الجروح كما هي لا تتغير منتظرة حادثة جديدة . "حادث جديد" بقطار السويس يسفر عن مصرع 7 من الأطفال تلاميذ إحدى المدارس أثناء عبور أتوبيس المدرسة لأحد المزلقانات بمنطقة الشروق بالقاهرة، وكالعادة يأتي التنصل من المسئولية وإلقائها على مسئول آخر حتى تضيع هذه الدماء . حيث قال اللواء "أحمد حامد" رئيس هيئة السكة الحديد، إن جميع الأدلة والشواهد تؤكد عدم مسئولية الهيئة عن حادث تصادم أتوبيس الأطفال مع قطار خط السويس عين شمس، مستطردًا "الأتوبيس عبر من مكان غير معد للعبور والاصطدام كان من الجنب، وقد شاهدت بنفسى موقع الاصطدام وكل الشواهد تبعد أى مسئولية عن الهيئة.. والمكان مكشوف ويمكن لأى سائق رؤية خلو السكة من على بعد 2 كيلو.. كما أنه غير معد للعبور من الأساس" . وتابع رئيس هيئة السكة الحديد "يوجد مزلقان شرعي قبل موقع التصادم بحوالي 2 كيلو متر وهو مزلقان المستقبل، ومزلقان آخر بعده يبعد حوالي كيلو متر، ورغم ذلك سائق الأتوبيس عبر من مكان غير شرعي" . وأكد رئيس هيئة السكة الحديد ممثل المدرسة التابع لها الأتوبيس، أن منسقة بالمزرعة المقابلة لموقع الحادث، والذي كان اتوبيس الأطفال متوجهًا لها هي من طالبتهم بالعبور من هذا المكان وهي من وصفت لهم الطريق . وبعدها سمح للقطار بالمرور والتوجه إلى محافظة السويس، ونقل جثامين التلاميذ إلى المشرحة وسط صراخ وبكاء وعويل الأهالي، ومع الضغط بالبحث عن الجاني تم القاء القبض على سائق ومساعد قطار الموت القادم من رحلة عين شمس السويس، بعد واقعة إصطدامه باتوبيس رحلات مدرسية أمام منطقة الشروق بطريق مصر – السويس الصحراوي، والذى أسفر عن مصرع 7 من التلاميذ، وتم ترحيلهم إلى قسم فيصل بالسويس للعرض على النيابة لحين استكمال التحقيق النهائي، كما تم إلقاء القبض على عامل المزلقان وترحيله لاستكمال تحقيقات النيابة . وتستمر التحقيقات للبحث عن الجاني وسط نفي المسئولية بين المسئولين وإلقائها على الآخر، ويظل المزلقان كما هو والقطار يعاني من التهالك . وكانت قد أقرت اللجنة الفنية بهيئة السكك الحديدية بعد معاينة مزلقانات السكك الحديدية بالسويس بعد حادث اصطدام قطار باتوبيس مدرسي بمدينة منفلوط بأسيوط ومصرع 47 تلميذًا، وجود 35 مزلقان سكة حديد بالسويس متهالكة وفي حالة سيئة ومعظم أجراس وفوانيس إنذارها معطلة وتهدد بوقوع كوارث محققة . وأوصت اللجنة بسرعة البدء فى عمليات تأمين وتجهيز المزلقانات المعطلة ومنها 6مزلقانات على خطوط سكة حديد السويس – القاهرة، و12 مزلقان على خطوط سكة حديد السويس – الاسماعيلية، و17 مزلقان على خطوط سكة حديد السويس – الزعفرانة . وقد سلمت اللجنة نسخة من تقريرها إلى محافظ السويس لإصلاح وتأمين مزلقانات السكك الحديدية المعطلة بالسويس، وتطوير أنظمة التشغيل بها و الاعتماد على أجهزة التحكم وبوابات متطورة تعمل آليًا بالتزامن مع الأجراس والأضواء وعمل مطبات صوتية وعلامات إرشادية على الطرق التى تمر بها القطارات .