ليست مجرد أحجار ومبانٍ مُجردة، بل هي شاهد يحكي عبر العصور تاريخ حضارة هذا الوطن وعظمته، قيمة الآثار التي تشكل حضارتنا، فلكل حجر حكاية ولكل مبنى تاريخ طويل. المخازن الأثرية من أكبر الألغاز بوزارة الآثار، ورفض مسئولي المخازن عمليات الجرد وتسجيل الآثار يثير الشكوك حول تورطهم في عمليات تقليد وسرقة المخازن، التي تعتبر كنز الآثار الحقيقى وأرشيفها التاريخى؛ لاحتوائها على مجهود العلماء عبر عشرات السنين، إلَّا أن تراكم آلاف القطع الأثرية بلا جرد حقيقى، كعادة جميع مخازن الحكومة، يظل علامة استفهام تثير فضول من يسمع ويرى كم السرقات التي تكتشف بين يوم وآخر. سرقة لوحة الزيوت السبعة.. وصمت الوزارة قال أمير جمال، منسق حركة سرقات لا تنقطع: الإنتربول الدولي كشف عن لوحة الزيوت السبع في الخارج، بينما من المفترض أن تكون اللوحة بمخزن سقارة، فطلب الإنتربول من وزارة الآثار فحص اللوحة؛ لتأكد من أصليتها لآن اللوحة في الخارج أصلية، مما يعني أن اللوحة في مخازن سقارة مقلدة، لأن تلك اللوحة ليس لها مثيل، حدث هذا منذ أكثر من سنة، ولكن وزارة الآثار لم تفحص اللوحة أو تجرد المخزن، حيث رفض مدير مخزن سقارة الجرد. المسؤولون يرفضون جرد المخازن وأضاف "جمال" أنه لولا انتشار الأمر في الصحافة، ما كان تم إجبار الوزير السابق على تشميع المخزن لحين جرده، مشيرًا إلى أنه حدثت واقعة مشابهة في مخازن المطرية، عندما أراد المركز العلمي تسجيل محتويات المخازن الأثرية في المطرية فرفض مدير المخزن التسجيل. وأكد أن هناك جرائم ارتكبت في تلك المخازن، ولهذا يخشون التسجيل أو الجرد حتى لا تنكشف الفضائح فلوحة الزيوت السبع، كان مقرر عرضها في المتحف الكبير ولولا الإنتربول الدولي الذي، كشفها صدفة لكانت ستعرض دون أن يدري أحد أنها مقلدة. لجنة لفحص اللوحة بعد ضغط الإنتربول وأضاف: بعد مرور أكثر من سنة وبعد ضغط متواصل من الإنتربول الدولي، يتم الآن تشكيل لجنة لفحص لوحة الزيوت السبعة بعد صمت طويل يثير الشكوك؛ لأن اللجنة التي ستفحص اللوحة محسوبة على قيادات الآثار، وهم من اختاروها أي أن التقرير النهائي سيكون بالإيجاب ولن يكشف الحقيقة، وهذا لحماية المسؤولين فهم لا يريدون فضائح أخرى بعد فضيحة قناع الملك توت عنخ آمون، فأمثال تلك اللجان لا يجب الاعتراف بها، فهى من اختيار مسؤولين هم طرف في الموضوع". وأشار أنه يجب تشكيل لجان محايدة من خارج وزارة الآثار ومن شخصيات ذي ثقة غير ذلك فسيتم كالعادة التستر على أي جرائم تحدث والتقرير سيكون "كله تمام يا افندم". وأوضح "جمال" أنه منذ شهرين تم اكتشاف ثلاث مشكاوات في الخارج مع أحد التجار، ومن المفروض أن تكون هذه المشكاوات الثلاثة في مخزن متحف الحضارة، مما يؤكد أن المشكاوات في مخزن الحضارة مقلدة، وتم تشكيل لجنة لفحص المشكاوات، ولم تفصح أو تظهر وزارة الآثار على النتيجة. المخازن لا تتفق الموصفات العالمية يقول الدكتور رأفت النبراوي، عميد كلية الآثار الأسبق: المخازن الأثرية في مصر لا تتفق مع مواصفات المخازن العالمية حيث نجد الإهمال في تخزين الآثار فيها، مشيرًا إلى أنه لابد أن يكون المخزن معدًّا جيدًا بعمل ممرات وأرفف لوضع الآثار بها، بالإضافة إلى الإضاءة الجيدة بالمكان الذي يجب بناؤه بالطوب الأحمر. وأضاف "النبراوي" أن يجب تسجيل التحف الأثرية بالمخازن تسجيلًا دقيقًا بوصف القطعة للمحافظة عليها من أي عمليات سرقة أو نهب تحدث فيجب عمل سجلين للآثار، أحدهما موجود في المخزن والآخر موجود في الوزارة؛ لضمان عدم التلاعب، بالإضافة إلى الجرد السنوي للتحف الأثرية بالمخازن.