أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن إصدرات سلسلة الثقافة الشعبية، كتاب «أغاني النساء في صعيد مصر» لمحمد شحاته علي. لا يزال دور المرأة في صعيد مصر هو الدور الأكثر تأثيرًا، وإن كان دورها يختفي خلف عمائم الرجال، فيظهر دورها جليًا في موضوع هذا الكتاب الذي يستعرض أشكال الأدب الشعبي النسائي في صعيد مصر، ففي الأفراح تنطلق زغاريد النساء لتبعث في النفوس البهجة والفرحة ويعلو صوت أغانيهن ليقدمن من خلالها النصح للعروس والحكمة من خلاصة تجاربهن السابقة، وفي مناسبات الوفاة ينطلق عويل النساء ليكون الإعلان الأول عن الوفاة، ثم تنشد النساء مراثي تتسم بالشجن ولوعة الفراق، لتظهر قيمة المتوفي عند أهله والأثر فراقه على نفوسهم، وفي موسم الحج تنشد النساء أغاني التحنين التي تعبر عن الحنين لزيارة الأراضي المقدسة ووصف للرحلة، وتعبر عن فرحتهن بالقدر الذي اختار زويهن لزيارة الكعبة المشرفة وقبر الرسول. ولايزال النساء يؤدين دورهن في تربية الأبناء وإعداد الطعام والخبز، ومساعدة الرجال في الزراعة وتربية الماشية والطيور، لتثبت المرأة انها شريك أساسي في هذا المجتمع إلى جانب الرجال وأحيانا يفوق دورها دور الرجال، ويجمع الكاتب بعض النصوص التي تنتشر في مجتمعنا وأظهرت قيمة المرأة ومكانتها وبعض الأنشطة التي تشارك فيها.