انتقلت عدوى استهداف القوات الأمنية بالهجمات المسلحة على الأكمنة أو السيارات والمقرات الأمنية، والتي تتركز بمحافظة شمال سيناء لتصيب محافظة السويس هي الأخرى والتي كان لها النصيب الأقل في الهجمات الإرهابية بين مدن إقليم القناة وسيناء، حيث شهدت منطقة الجناين بالقطاع الريفي في السويس، هجوم مسلح من قبل مجهولين على سيارة شرطة أثناء سيرها على طريق "السويس – الإسماعيلية" ليسفر عن استشهاد مجند وإصابة ضابط. إذ استقبلت مستشفى السويس العام منذ قليل المجند "أحمد جمال" 25 عام "جثة هامدة"، وذلك إثر إصابته بطلق ناري في الرأس، كما أصيب الملازم "أحمد ماهر" من قوة مديرية أمن السويس بطلق ناري في الكتف، وذلك إثر هجوم مسلح على سيارة الشرطة التي كانوا يستقلونها أثناء عودتهم من قسم شرطة الجناين، وتم استهدافهم بقرية عامر الواقعة في حي الجناين بالسويس مستغلين عدم وجود قوة أمنية معهم والظلام الذي يشهده طريق "السويس – الإسماعيلية" بهذه المنطقة، وتم إطلاق وابل من الطلقات النارية على السيارة أثناء سيرها، مما أسفر عن استشهاد المجند وإصابة الضابط . وقد توجهت القيادات الأمنية إلى مستشفى السويس العام لتفقد الضابط المصاب ومتابعة إجراءات تسليم جثمان المجند لذويه، فيما قامت قوة أمنية أخرى بالانتشار في موقع الحادث للبحث عن الجناة، وقد أشارت التحقيقات الأولية إلى أن مرتكبي الحادث كانوا يتابعون سيارة الشرطة منذ لحظة خروجها من القسم، وقاموا بمهاجمتها في منطقة قرية عامر مستغلين ظلام المنطقة ووجود عدد من المطبات هناك، وقد صرح اللواء "طارق الجزار" مدير الأمن بمحافظة السويس، إن الجناة لن يفلتن بفعلتهن مؤكدًا على وجود عدد من الأدلة ستسفر عن إلقاء القبض عليهم خلال الساعات المقبلة، مشيرًا إلى أنه يتابع بنفسه علاج الضابط المصاب ونقل جثمان المجند إلى ذويه . يذكر أن أثار حرق سيارات ضباط الشرطة بمحافظة السويس وسيارات حكومية تابعة للمحافظة حالة من الغضب والسخرية لدى المواطنين وصلت إلى الاستهزاء بدور الأمن وتصريحاتهم بتأمين وحماية ممتلكات المواطنين في الوقت الذي لم يتمكنوا من حماية ممتلكاتهم الشخصية، خاصة عقب تصريحات مدير الأمن بإلقاء القبض على شباب الإخوان الذين أعلنوا مسئوليتهم عن حرق سيارات الشرطة والمحافظة، والتي وصل تعدادها إلى 17 سيارة . وجاءت آخرها إعلان شباب جماعة الإخوان بالسويس في منتصف ديسمبر الماضي، عن حرقهم لسيارة عميد شرطة ونجله أثناء توقفها أمام منزلهم بمنطقة السلام بالسويس، وذلك في إطار توعدهم بحرق سيارات ضباط الشرطة بالسويس ردًا على القبض على أعضاء جماعة الإخوان، وحبس ومحاكمة الرئيس المعزول "محمد مرسي" وقيادات الجماعة، واعتقالهم بحسب وصفهم . وقد أعلنت حركة تابعة لشباب جماعة الإخوان المسلمين حينها، والتي اتخذت لنفسها أسم "المقاومة الشعبية بالسويس" عن حرقها لسيارة العميد "محمد أشرف" ويعمل بمديرية أمن شمال سيناء، وسيارة النقيب "سالم محمد أشرف" ضابط مباحث بقسم شرطة فيصل بالسويس، وتم إشعال النيران في السيارات أمام منزل عميد الشرطة ونجله بمدينة السلام بالسويس . وأكدت الجماعة في بيان على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، إن هذه العملية هي رقم 17 ردًا على حملة الاعتقالات لأعضاء الجماعة، وحبس ومحاكمة الرئيس المعزول "محمد مرسي" وقيادات الجماعة، والقصاص للشهداء من ضباط الشرطة، بحد وصفهم . وقد انتشر "هاش تاج" ساخر على مواقع التواصل الاجتماعي بين شباب وأهالي محافظة السويس " هيحمونا إزاي وهما مش عارفين يحموا نفسهم" ليسخر من فشل الأمن وضباط الشرطة في حماية ممتلكاتهم الشخصية، وقد وجه العديد من هؤلاء الشباب الانتقادات لتصريحات اللواء "طارق الجزار" مدير أمن السويس، والتي أعلنت منذ أيام بضبط كل أعضاء جماعة الإخوان الذين قد أعلن مسئوليتهم عن حرق سيارات ضباط الشرطة .