الكفاح المسلح هو رأس حربة المقاومة النظام الحكام في فلسطين يغييب القضايا الرئيسية ويظهر قضايا ثانوية في التعامل مع الإعلام الحرب الشعبية المسلحة طويلة الأمد ستقضي على الاستيطان تراجعت القضية الفلسطينية عن سلم أولويات الدول العربية بعد الربيع العربي توقيع "السادات" لاتفاقية السلام كان ضربة في ظهر المقاومة الفلسطينية "جيفارا دي لا سيرنا" مقاتل فلسطيني، لاجئ من مدينة يافا المحتلة عام 1948، يحكي في حواره ل "البديل" عن أعماله في تصميم البوستر الفلسطيني للمقاومة، فيقول هو بوستر مميز في العالم، ولكن في نفس الوقت أرفض أن يتم استغلال البعض للقضية الفلسطينية كوسيلة للربح أو إلى تمييع الفكرة الأساسية، وهي المقاومة وأن هنالك شعبًا يرزح تحت الاحتلال ويقارعه وحده دون وقوف أحد إلى جانبه في وجه آلة الإجرام الصهيونية. وأكد "مصمم الجرافيك الفلسطيني" أن البندقية لا تفارق تصاميمه والوطن من نهره إلى بحره، فلديه تأثر بنماذج التصميم السوفييتية والبوستر الفلسطيني القديم. وإلى نص الحوار.. كيف ترى الحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة؟ انتصار يليق بتضحيات الشعب الفلسطيني. وهذه المعركة هي الممهدة لمعركة التحرير الشامل لكامل التراب الوطني الفلسطيني، والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى، والنصر حتمًا للمقاومة، فلا صوت يعلو فوق صوت البندقية. هل تعتقد أن المقاومة المسلحة هى الحل الوحيد لعودة كامل التراب الوطنى؟ بالنسبة للمقاومة المسلحة فقد أثبتت التجارب التحررية في العالم أن الكفاح المسلح المنظم والذي ينبع من استراتيجية واضحة وموحدة هو الحل الأوحد والاستراتيجي لتحرير الأرض من المحتل، ولذلك فإن الكفاح المسلح هو رأس حربة المواجهة. وذلك لا يعني تنحية أي شكل من أشكال المقاومة، ولكن من المهم أن يكون الكفاح المسلح هو الخيار الأوحد والأول، وتسانده باقي أشكال النضال من العصيان المدني إلى مواجهة العدو عن طريق المقاطعة والتصدي لاقتحاماته بالوسائل الشعبية المعروفة، مثل ضرب الحجارة والزجاجات الحارقة وغيرها، فكل هذه الأشكال إن اتحدت ستشكل فارقاً في معادلة الصراع. كيف ترى الحل فى مواجهة خطر الاستيطان الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني؟ الحل هو الكفاح المسلح المنظم، بحيث يتم توجيه ضربات منظمة لكل البؤر الاستطانية بشكل دوري؛ مما يشكل ضغطًا، وبمفهوم عسكري "حرب استنزاف"، أي بمعنى الحرب الشعبية المسلحة طويلة الأمد، والنموذج على ذلك فيتنام. ما هو دور الشباب فى دعم المقاومة الفلسطينية؟ المقاومة في الأساس تعتمد على العنصر الشاب من حيث التجنيد والحشد والقتال في وجه المشروع الصهيوني الاستعماري. وماذا عن التقصير فى نشر القضية الفلسطينية لدى جميع شعوب العالم في ظل تفوق العدو فى التعامل مع الشعوب الغربية؟ تتحمل القيادة الفلسطينية العبء الأكبر في حرب البروبوجاندا التي تمارسها آلة الإعلام الصهيونية والغربية المسيطر عليها من قِبَل الصهيونية، حيث إن كثيرًا من شعوب العالم مغيبة؛ وذلك بسبب انعدام آلة الإعلام المقاوم المضادة لآلة الإعلام الصهيونية، حيث ستجد أن ضعف الإمكانيات يرجع لكثير من الأسباب، منها تبعية النظام الحاكم في الأراضي الفلسطينية للعشوائية في نشر القضية الفلسطينية وتعريف العالم بالوجه الحقيقي للقضية، حيث يتم تغييب القضايا الرئيسية والتي لا تنازل عنها، ويتم إظهار قضايا ثانوية مهمة لما بعد التحرير الكامل، حيث يمكننا الاستنتاج أن سطوة النظام المذعن للاحتلال والضغوط من قِبَل الدول الغربية الإمبريالية وقلة الموارد المتاحة للشباب الفلسطيني لنشر القضية وتعريف العالم أكثر ومحاربة الدعاية الصهيونية هي عوامل رئيسية في هذه المحنة التي تمر بها القضية المركزية في العالم، ألا وهي فلسطين. لماذا لا يخرج الشعب فى مظاهرات لإنهاء الانقسام السياسى وتوحيد المجتمع؟ قبل توقيع اتفاقية أوسلو كان الشعب يقارع الاحتلال وحده. أما الآن فالشعب يرزح تحت احتلالين، ورغم ذلك، فإن هذا لا يبرر السكوت الرهيب من قِبَل الشعب الفلسطيني على هذا الوضع، ولعلنا نتذكر مقولة الثائر الأممي "تشي جيفارا أن "العبد الذي يتفاخر بأفعال سيده لا يستحق إلا أن يبقى عبدًا"، فالحل هو بيد الشعب، والشعب هو السطلة الأولى والأخيرة، وبيده تغيير كل المعادلة في الأراضي المحتلة، فالشعب يرزح تحت أعباء كثيرة منها الاقتصادية ومنها السياسية، حيث يمارس كل من طرفي الانقسام التعنيف والتهديد ومحاولة كتم أي صوت ينتقد الطرفين بكثير من الوسائل، وللاحتلال دور كبير كأداة ضاغطة. لماذا تنحت القضية الفلسطينية عن أولويات الدول العربية؟ بعدما يسمى ب "الربيع العربي" تراجعت القضية الفلسطينية عن سلم أولويات الدول العربية، ولو أردنا أن نعود لتاريخ القضية الفلسطينية، بدءًا من تراجعها ومحاولة فرض التسويات بما يتناسب مع الكيان الصهيوني مع أحداث أيلول الأسود في الأردن، وصولاً لكامب ديفد، فحصار المقاومة الفلسطينية في بيروت عام 1982 وتشتيتها فيما بعد، ثم توقيع اتفاقية أوسلو، نستطيع أن نرى حجم تراجع القضية الفلسطينية عن سلم أولويات الدول العربية، ولكن مع كل ذلك فلسطين تبقى القضية المركزية في العالم، وبدون حل وتحرير الأراضي المحتلة لن يكون هناك سلام يشمل العالم، فالقضية الفلسطينية هي أساس كل القضايا في العالم، وباجتثاث السرطان المسمى بالكيان الصهيوني من الأرض المحتلة يكمن سر هدوء الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره. كيف ترى الأوضاع في مصر؟ وهل هذا يؤثر على دعم القضية الفلسطينية؟ مصر كنظام سياسي اختلفت منذ استلام أنور السادات للحكم، وبتوقيعه اتفاقية السلام وجهت القيادة المصرية ضربة في الظهر للمقاومة الفلسطينية؛ وذلك لنجاح الكيان الصهيوني في تحييد أكبر قطر عربي عن معادلة الصراع. وتحرير فلسطين يجب أن يكون ذا بعد عالمي وأممي وقومي، وألا يكون بمعزل عن عمقه العربي. أما فيما يخص الشعب المصري فعلاقتنا علاقة قوية ومتينة، ولن تهزها التيارات المارقة على تاريخ وحدة واختلاط دم الشعوب العربية مع بعضها بعضًا، فمصيرنا واحد، ونكنُّ للشعب المصري وكافة الشعوب العربية كل التقدير والحب والاحترام، فمنذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة وما قبل الثورة الفلسطينية المعاصرة اختلطت دماء الفلسطينيين بدماء إخوانهم العرب في الدفاع عن فلسطين، ولا يمكن لأي مارق أن يمحو هذا التاريخ الذي كتب بالدماء، وما يحدث في هذه اللحظات ما هو إلا غيمة وسوف تزول عما قريب. من وجهة نظرك ماذا يحتاج الفلسطنيون ليحصلوا على استقلالهم؟ الفلسطينيون يحتاجون إلى قيادة ترتقي لمستوى تضحياتهم وإلى مقاومة حكيمة موحدة، وهذا ليس ببعيد، ففي الأيام المقبلة سوف يشهد العالم والشعب الفلسطيني نقلة نوعية في تطور المقاومة ومدى قوتها.