أدان الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" اليوم الجريمة الإرهابية البشعة التي نفذها تنظيم داعش ضد العمال المصريين في ليبيا، داعيا إلى ضرورة تشكيل تحالف عربي لمواجهة هذا التنظيم المتطرف الذي لا يستهدف بيت المقدس، بل مكةالمكرمة والمدينة المنورة، مشددا على أنه يجب عدم الانتظار أو المراهنة على الأمريكيين، واصفا الدول التي تعتمد على أمريكا في مواجهة داعش والقضاء على هذه التنظيمات التكفيرية بأولئك الذين يعتمدون على سراب لا وجود له في أرض الواقع. وأكد "نصر الله" في كلمة له مساء الأثنين خلال احتفال إحياء ذكرى القادة الشهداء بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية أنه يجب تجميد كافة الخلافات والصراعات القائمة بين دول المنطقة من أجل التوحد ومواجهة هذا العدو التكفيري الذي أصبح يشكل تهديدا مباشرا على الدين الإسلامي ورسالته العظيمة، فضلا عن المصالح التي تحققها أمريكا وإسرائيل من وراء هذه الجماعات التكفيرية. وأشار الأمين العام لحزب الله أن الجميع يدرك اليوم أن داعش وكافة التنظيمات الإرهابية تهدد العالم كله باستثناء إسرائيل التي أعلنت داعش من قبل عدم تصويبها السلاح نحو إسرائيل وأنها ليست الهدف، فضلا عن التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخرا وأجهزتها الإستخباراتية والتي أكدت جميعها على أن تنظيم داعش لا يشكل أي خطر على الكيان الصهيوني ومصالحه في منطقة الشرق الأوسط. وشدد "نصر الله" خلال كلمته على ضرورة عدم انتظار قادة دول المنطقة العربية لأمريكا أو المجتمع الدولي حتى يتم مواجهة هذا التنظيم المتطرف، موضحا أن الهدف الصهيو أمريكي من وراء نشر هذه الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية هو استنزاف تلك الدول وتأسيس عداوات وأحقاد تؤدي إلى تدمير المنطقة بأكملها، ليتحقق للكيان الصهيوني والولايات المتحدةالأمريكية الهيمنة والقوة منقطعة النظير. توجه الأمين العام لحزب الله إلى كافة قيادات المنطقة العربية وبشكل خاص ملوك وأمراء الدول الخليجية، داعيا إياهم إلى تصحيح مسار سياساتهم الخارجية وإزالة اللبس والتناقض منها، موضحا أنه لا يجوز محاربة داعش في العراق ومساندة جبهة النصرة التي خرجت من نفس المشكاة في سوريا، مؤكدا على ضرورة التكاتف والوقوف صفا واحدا لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية التي انتشرت بشكل واسع في المنطقة خلال الشهور القليلة الماضية. وأوضح "نصر الله" أن المواجهة الفكرية والميدانية مع هذا التيار التكفيري المتمثل في تنظيم داعش وجبهة النصرة وشاكلتها من الجماعات الإرهابية المسلحة هي دفاعا عن الإسلام، ولم تعد من أجل الدفاع عن محور أو نظام بعينه، بل هي من أجل مواجهة الخطر القائم في المنطقة العربية والتصدي للجماعات التكفيرية والمخططات الصهيوأمريكية.