من المقرر أن يتوجه رئيس الحكومة الصهيونية "بنيامين نتنياهو" الشهر المقبل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث يلقي خطابا أمام الكونجرس بعد دعوة وجهها له قادة جمهوريون، وهو أمر أثار جدلا واسعا داخل الدوائر السياسية في واشنطن وتل أبيب، نظرا لاقتراب موعد انتخابات الكنيست المقررة 17 مارس المقبل. قادة اليسار الإسرائيلي، يطالبون رئيس حكومة الاحتلال بإلغاء خطابه في الكونجرس حتى لا ينعكس سلبا على انتخابات الكنيست المقبلة، حيث اعتبر رئيس حزب العمل "يتسحاق هرتسوج" أن هذا الخطاب من شأنه أن يعرض العلاقات المميزة بين إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية للخطر، مطالبا "نتنياهو" بعدم استغلال هذا الخطاب وتوظيفة لأجل الانتخابات البرلمانية المقرر إجرائها شهر مارس المقبل. زعيمة حزب الحركة وزيرة القضاء المقالة "تسيبي ليفني" أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يضر بالعلاقات الإستراتيجية بين واشنطن وتل أبيب من خلال إلقاء هذا الخطاب أمام الكونجرس، مشيرة إلى هذا الخطاب له أهداف سياسية محضة يسعى لتوظيفها في الانتخابات المقبلة، كذلك انتقد رئيس حزب هناك مستقبل وزير المالية المقال "يائير لابيد"، مؤكدا أن "نتنياهو" بعدما أضر بعلاقات تل أبيب مع واشنطن، يتجه الآن إلى الاضرار بمصالح إسرائيل مع نصف الكونجرس الذي يرفض حضوره إلى واشنطن وإلقاء كلمة أمام الكونجرس. رئيسة حزب ميرتس "زهافا جالؤن" اعتبرت أن إصرار رئيس الحكومة على إلقاء كلمة أمام الكونجرس خلال زيارته لواشنطن، يؤكد أن العلاقات الإسرائيلية الأمريكية سوف تتعرض لأضرار بالغة قد لا يمكن إصلاحها خلال الفترة القريبة المقبلة. بعيدا عن هذا الجدل والانتقادات التي وجهتها المعارضة الإسرائيلية الداخلية إلى رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو"، فإن خطاب "نتنياهو" أمام الكونجرس أثار خلافات حادة داخل واشنطن والإدارة الأمريكية بشكل عام، لا سيما وأن الديمقراطيون لا يرفضون فقط إلقاء "نتنياهو" كلمة أمام الكونجرس، بل يعارضون الزيارة من أساسها، نظرا لأنها تتزامن مع اقتراب موعد انتخابات الكنيست المقررة 17 مارس المقبل. من جانبها، تنصلت المنظمات اليهودية في أمريكا وعلى رأسها "إيباك" من زيارة رئيس الحكومة الصهيونية إلى واشنطن، مؤكدة أنها لا علاقة لها بترتيب الزيارة، وأوضحت المنظمة أنها تحرص على علاقاتها الوثيقة مع الإدارة الأمريكية والحزبين الجمهوري والديمقراطي، طبقا لتصريحات مسؤول بالبيت الأبيض لموقع "واللا" الإسرائيلي. نائب الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أكد في تصريحات له خلال اليومين الماضيين أنه لن يحضر خطاب رئيس الحكومة الصهيونية أمام الكونجرس الشهر المقبل، وهو أمر يخالف العرف المتبع الذي يقضي بجلوس نائب الرئيس الأمريكي ورئيس مجلس النواب على المنصة، هذا بجانب أن مقاعد الديمقراطيون سوف تكون فارغة خلال خطاب "نتنياهو" بالكونجرس، ما يعني أنه حال إصرار رئيس حكومة الاحتلال على التوجه إلى الكونجرس وإلقاء خطابه هناك سوف يتلقى ضربة قاسمة. هناك بعض الاحتمالات الضيقة بأن يقدم "نتنياهو" على إلغاء زيارته المقررة إلى واشنطن الشهر المقبل، تجنبا لهذه الانتقادات الحادة التي تم توجيهها له داخليا، بجانب الرفض الأمريكي لهذا الخطاب المخالف للبروتوكول المتبع في واشنطن، نظرا لاقتراب موعد انتخابات الكنيست في تل أبيب. الخلافات التي ظهرت مؤخرا داخل الأوساط الأمريكية، جددت التوترات السابقة التي شهدتها العلاقات بين واشنطن وتل أبيب في الأوقات السابقة، خاصة منذ بدء الفترة الثانية للرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، حيث كان "نتنياهو" يدعم منافسه الجمهوري "ميت رومني"، فضلا عن التصريحات والانتقادات التي ظهرت على السطح خلال الشهور الماضية بين كبار القيادات السياسية في تل أبيب وواشنطن على حد سواء. بلغت حدة التوترات بين واشنطن وتل أبيب ذروتها شهر ديسمبر الماضي، بعدما كشف موقع "ذا بوست" الصهيوني عن موقف الإدارة الأمريكية من خوض "نتنياهو" لانتخابات الكنيست المقبلة، حيث أكد الموقع الصهيوني على أن "أوباما" لا يرغب في وصول "نتنياهو" إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية مجددا، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية سوف تدعم قوى اليسار في انتخابات الكنيست من أجل منع وصول "نتنياهو" إلى رئاسة الحكومة، خاصة وأن الأخير ساند مرشح الحزب الجمهوري "ميت رومني" خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية وسعى لعرقلة فوز "أوباما" بفترة رئاسية ثانية.