حتمت الظروف على الكثير من أدباؤنا أن يهاجروا ومصر تسكنهم، ورغم مرارة الغربة استطاعوا أن يتفاعلوا مع الوسط الثقافي في البلاد المضيفة، وحصلوا على جوائز منها. أمس- الاثنين، احتفى معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال46، ببعض هؤلاء الأدباء للمرة الأولى، إذ نظم ندوة بعنوان «أدباؤنا في الخارج» أدارها الشاعر أحمد سراج. في هذه الندوة أرسل أربعة أدباء شهاداتهم، إذ تحدث كل الكاتب عن ظروف عمله التي جعلته خارج مصر، وكيف وائم بين العمل والإبداع وتكيفه مع الغربة، فقال الكاتب والروائي أشرف أبو زيد، الذي قدم للمكتبة العربية 25 كتاب بين التأليف والترجمة: أزعم أن المسافر عن مصر يكاد ينسخها كاملة ليحتفظ بها معه أينما حل، ربما لأنني حاولت سنوات طويلة لأفعل ذلك في سفري الأول، فكانت شرائط الكاسيت في الأمسيات تعيدني لأيام سمر وبهجة ومشاعر حب وحنين، وأنا أسمع ما تيسر مسجلاً من أغنيات أم كلثوم وعبد الوهاب، وسماع القرآن الكريم من الشيخ عبد الباسط عبد الصمد. في شهادته قال الكاتب محمد توفيق: الحياة كلها منفى لا الغربة وحدها، وهذا ما تبينته جليًا عقب أكثر من 10 سنوات ذهابًا وايابًا عبر مطارات بلاد الله، تلك المطارات التي رغم تحفظى لكل تفاصيلها ومروري المتكرر بأروقتها، إلا أنها تعرفني ولا تألفني ومن ثم يظل قلبي نابضًا بجهات أخرى ملأى بالغبار والعواء والصخب وحفيف غيطان قصب السكر ودفقات النخيل الشامخ، بحثًا عن نيل صعد إلى سماء الله ولم يعد منذ عشرات السنين. وقال وليد علاء الدين: الغربة هى ذلك الاحساس الذي ينتابك حينما تعرف أن السعى والعمل والجهد والتميز، أمور لاقيمة لها وأن معايير المنح والمنع لها علاقة بأمور أخرى كالسلطة والمال والنفوذ، الغربة إذن هى ذلك الاحساس الذي ينتابك وأنت ترى أن الوطن يدار كمؤسسة ولكن لصالح مجلس إدارته. ويقول شريف صالح : كان داخلي هذا الغضب المكتوم والطموح الذى لاحدود له، وكان الواقع صخريًا يزداد بؤسًا وصلابه، مع ذلك لم أفكر في السفر على الاطلاق، ومع ولادة طفلتي تضاعفت الأعباء وتعثر إنجاز دراساتي العليا في أكادمية الفنون، وجاء عرض السفر بمثابة طوق النجاة ولم أجد سبب لرفض العرض.