لم تعد الزراعة مجرد مهنة، بل أصبحت إحدى الطرق المهمة للوصول إلى التنمية والقضاء على بؤر الإرهاب فى سيناء، لذلك لابد من الإسراع في تعمير باب مصر الشرقي الذي تحول إلى ساحة قتال بين قوات الأمن المصرية والجماعات الإرهابية. كانت حكومة كمال الجنزوري، رئيس وزراء مصر الأسبق، أقامت عدة مشروعات تنموية عام 1994، من شأنها نقل 3 ملايين مواطن من وادي النيل إلى سيناء للعمل في تلك المشاريع، إلا أنها توقفت عام 1997 بعد إنشاء ترعة السلام. يقول الدكتور نادر نور الدين، الخبير الزراعي: «لا يُعمر مكان إلا بالزراعة، كما حدث في النوبارية والإسماعيلية»، لافتا إلى أن مد الطرق أو السكك الحديدية، لم ينجح في تعمير طريق إسكندرية مطروح، أو طريق القاهرةالسويس، أو طريق أسيوط وسوهاج والبحر الأحمر. وأضاف نو الدين" أن مشروع زراعة ال 400 ألف فدان بزمام ترعة السلام داخل سيناء، يمكن أن يستوعب العديد من العمالة، حيث إن كل فدان يحتاج 2.1 مليون عامل سواء في مجال العمالة الزراعية، أو بيع التقاوي والمبيدات، أو صيانة الجرارات وسيارات توصيل العمال، أو سيارات نقل المحصول، أو محلات بيع منتجات المزارع، أو وحداث بيطرية، أو ميكرباصات أقليم، أو ملاعب ومستشفيات ومدارس وغيرها. وأوضح الخبير الزراعى أن المرحلة المتبقية لاستكمال ترعة السلام لا تتعدى ال 2 مليار جنيه، وهي تكلفة زهيدة إذا ما قورنت بالعائد من إضافة 500 ألف فدان إلى الرقعة الزراعية، بجانب تعمير سيناء وتوطين 3 ملايين نسمة يعملون بالزراعة وللقضاء على الإرهاب الذي لا ينتشر سوى في المناطق غير الآهلة بالسكان، مستغلين المجتمعات البدوية لتحقيق أهدافهم التخريبية، وبذلك نكون نجحنا في وقف التهريب والإرهاب والمخدرات ونكتسب مواطنين صالحين. من جانبه، طالب اللواء محمد مختار قنديل، رئيس جهاز تنمية سيناء الأسبق، بضرورة إحداث تنمية زراعية بسيناء؛ للقضاء على البؤر الإرهابية، وذلك بإحياء مشروع ترعة السلام، وإقامة محافظة لوسط سيناء؛ كونها منطقة صحراوية لا توجد بها أى وسائل للتنمية. ولفت إلى ضرورة الاهتمام بحفر آبار جوفية، حيث إن كل بئر يكفي لري 200 فدان، ولتشجيع المواطنين المصريين للانتقال إلى سيناء، لابد من توفير سبل السكن والمعيشة لهم عن طريق إعطاء بيوت مجانية للمغتربين الذين سيعملون فى التنمية. وأشار إلى أن إقامة المنطقة العازلة في سيناء، أحدثت فجوة بين البدو والقوات المسلحة، مطالبا بالاهتمام بأبناء سيناء وتوفير السلع المدعمة لهم، واحتوائهم لبث روح المواطنة كونهم جزءا لا يتجزأ من الوطن.