إذا كان الفساد في جميع أجهزة الدولة قد وصل إلى الأعناق فإن الفساد في المنظومة الرياضية قد وصل إلى القمة خاصة في الأندية الرياضية في المحافظات. وخير مثال ما يحدث في محافظة الغربية وتحديدًا في نادي طنطا الذي احتل الفساد الرياضي كل جنبات النادي دون رقابة من أى مسئول أوجهة رقابية، سواء وزير الشباب والرياضة أو محافظ الغربية أو وكيل وزارة الشباب والرياضة بالمحافظة الذين تركوا الفساد يتوغل في النادي دون اتخاذ أى قرار حسبما يؤكد أعضاء الجمعية العمومية. ويحاصر الفساد نادي طنطا في كل الجهات، وتعددت أشكاله داخل جدران النادي، سواء فيما يتعلق بالفريق الأول أو قطاع الناشئين أو على المستوى الإدارى والموظفين أو مع أعضاء النادي أنفسهم. وقد حرص "البديل" على كشف أوجه الفساد للمجلس الحالي في السطور الآتية، والتي أصبحت مثار حديث أعضاء الجمعية العمومية. كانت المشاكل المالية فضيحة كبيرة، خاصة في استغلال المناصب فى التربح غير المباشر، وهو ما يعطى نتيجة سلبية تحطم كل ما يجرى من خطوات حقيقية لإنجاح نادٍ عريق غرق منذ زمن طويل في بحور من المجاملات والمحسوبية والإهمال والتسيب منذ تولى هذا المجلس دفة أمور النادي، فقد استغل الكثير من مجلس الإدارة منصبهم وموقعهم وصاروا يتصرفون في النادي كيفما شاءوا، وكأن النادي أصبح عزبة خاصة بهم، الأمر الذي أدى إلى الإبقاء على الفاسدين وأصحاب السمعة السيئة، وظهر هذا واضحًا في اختيار الأجهزة الفنية لجميع الألعاب وقطاع الناشئين من مدربين وإداريين، خاصة كرة القدم والفريق الأول. ولعل أبرز صور الفساد والمجاملات التي تجرى داخل نادي طنطا التي كشفها "إسماعيل أبو الفتوح" عضو النادي والإدارى السابق تتلخص في الشيك الذي يصرف شهريًّا بقيمة 170 ألف جنيه إلى "حمدى موسى" إدارى قطاع الناشئين والذي يعمل موظفًا في الشباب والرياضة، ويتقاضى راتبًا شهريًّا من النادي قدره 2500 جنيه، رغم أن هناك إداريين في النادي أقدر وأكفأ منه، لكن لأنه من المحاسيب والمقربين من حاشية رئيس النادى تم فرضه على الجميع، كما أن حمدى موسى يقوم أيضًا بتوريد "الفراخ المجمدة والعيش" وغيرهما من المستلزمات الغذائية للنادى من محل البقالة الخاصة به، وهو ما يعد مخالفة صارخة؛ لأن هانى نصير كان يقوم بنفس الدور، إلا أنه تم الإطاحة به؛ لأنه ليس على هوى أعضاء مجلس إدارة النادى، خاصة أحمد ثروت الذى يدعم حمدى، ولذلك كافأه ثروت بزيادة راتبه 500 جنيه دون سند قانونى. وثانى الفضائح التى كشفها أبو الفتوح حكاية صلاح السقا مدير مدرسة الكرة والذى يعمل موظفًا فى كلية العلوم بجامعة طنطا والمتهم بواقعة تزوير بكشوف مدرسة الكرة، حيث قام السقا بالتلاعب فى الكشوف من خلال زيادة عدد المشتركين من 50 إلى 100، وتم اكتشاف الواقعة، وبدلاً من استبعاده من النادى، أبقوا عليه، واكتفى مجلس الإدارة بمعاقبته من قِبَل الشئون القانونية بخصم نصف شهر من راتبه، وكانت الفضيحة الكبرى التى تؤكد أن النادى يكافئ المزورين قيام أحمد ثروت ومحمد شوقى نجيب عضوي مجلس الإدارة بمكافأة السقا على تزويره بزيادة راتبه 500 جنيه؛ ليصبح مرتبه 2000 جنيه، ثم كانت الطامة الكبرى بعد واقعة التزوير أن المجلس قام بإسناد استلام السلفة الشهرية الخاصة بالمدرسة إلى السقا، بل إن موسى والسقا قد حصلا على سلفة خاصة، ولم يسدداها، وتم تسويتها هذا بخلاف مئات الآلاف التى تم صرفها على الفريق الأول والأجهزة الفنية التي تعاقبت على تدريب الفريق لمدة 5 سنوات، ولم ينجح النادي رغم كل تلك الأموال التى تم صرفها على فريق الكرة للصعود للممتاز، على الرغم من أن هناك أندية صعدت ولم تصرف ربع الذي صرفه مجلس إدارة طنطا، والفرق الوحيد هو أن هناك مجلسًا ناجحًا وآخر فاشلاً. ولأن هذا المجلس يقود النادي بطريقة عشوائية؛ قام هذا العام بالتعاقد مع عبد الله الصاوى براتب شهرى 4 آلاف جنيه، بخلاف الجهاز المعاون، وتمت إقالة الجهاز بسبب سوء النتائج، بعدها قام المجلس بالتعاقد مع خالد عيد براتب 17 ألف جنيه ومساعده طارق غيدة 5 آلاف جنيه، بخلاف مرتبات باقي الجهاز الإدارى والطبي. الفساد فى قطاع الناشئين توحش الفساد فى قطاع الناشئين فى كل الألعاب، خاصة كرة القدم بسبب المجاملات والمحسوبيات فى اختيار المدربين والإداريين وجميع الأجهزة الفنية، حيث يخضع الاختيار للواسطة على حساب الكفاءات من المدربين، وقد أبدع الفنان طلعت زكريا فى التعبيرعن ذلك بسخرية هزلية، وقام بدور المدرب الذى يختار الناشئين حسب المعلوم من صينية اللحم الضانى وحتى سندوتشات الفول والطعمية، وكانت نتيجة المجاملات فى الاختيار على حسب المزاج والأهواء تدهور جميع فرق الناشئين فى جميع الألعاب، خاصة كرة القدم؛ لأن معظم المدربين الذين تم اختيارهم ليسوا مؤهلين. صفقات اللاعبين المضروبة على مدارسنوات طويلة ونادي طنطا يتعاقد مع صفقات "مضروبة وفاشلة"، هذه الصفقات التي تكلف النادي آلاف الجنيهات دون تحقيق أى شيء للنادي، وتعتبر هذه الصفقات مثل القنبلة الموقوتة التى توشك على الانفجار فى وجه المسئولين بعدما كثرت سهام النقد ضد مجلس الإدارة في الصفقات الوهمية التى كبدت خزينة النادي مئات الآلاف. المعارضة تتربص للمجلس يعتزم أعضاء الجمعية العمومية بالنادي بعد أن فاض بهم الكيل توجيه ضربة طال انتظارها إلى المجلس الحالى قبل أيام من تركهم النادي ومغادرته بلا رجعة لإجراء انتخابات قادمة لاختيار مجلس جديد؛ لذلك ينتظر أعضاء الجمعية العمومية بعض التطورات في أحداث النادي خلال الأيام المقبلة، مشيرين إلى أنهم متأهبون للحظة المناسبة لتوجيه ضربة قوية لمجلس المجاملات والمحسوبيات، ستكون بمثابة النهاية السوداء والحزينة والمؤلمة لهم، وكشف مزيد من المخالفات وتصعيد الأمر لأعلى المستويات.