أكوام قمامة.. أزمة غاز.. انقطاع كهرباء.. بطالة حالة من الفشل المتواصل، تعيشها منظومة الإدارة بدمياط، لاسيما بعد تفاقم الأزمات التي تضرب المحافظة منذ عدة أشهر، والمسؤولون أذن من طين وأخرى من عجين، فمن أزمات نقص الغاز إلى انقطاع الكهرباء إلى فشل منظومة النظافة وتراكم أكوام القمامة، إلى تفاقم نسبة العاطلين الذين تتكدس بهم المقاهي، في ظاهرة جديدة على المجتمع الدمياطي. فى الوقت الذي يبذل فيه محافظ دمياط مجهودًا كبيرًا تصوير مشاريع لم تتحقق على أرض الواقع ولم يشعر المواطن بها منذ توليه مسؤلية المحافظة بعد 30 يونيو 2013 وحتى الآن، فهذه أزمة نقص الغاز الطبيعي تضرب المحافظة في المدينة وكل مدنها وقراها مخلفة وراءها معارك للحصول على أنبوبة بوتوجاز للمنزل، في مدينة السرو وقرية الخياطة والبصارطة والوسطاني وكفور الغاب ومدينة دمياط يضطر المواطنون للمبيت أمام المستودعات؛ للحصول على أنبوبة بوتوجاز، ولم يجنِ المواطنون من المحافظ سوى تصريحات عن انتهاء أزمة الغاز بينما تستمر الأزمة في التصاعد دون حل جذري لها. أيضًا تعيش المحافظة موجة من أسوأ موجات انقطاع التيار الكهربائي بمناطق المحافظة كلها، دون مراعاة أن هناك طلبة وتلاميذ يؤدون امتحانات الفصل الدراسي الأول من العام الحالي، فيستمر انقطاع التيار بالساعات ليلًا دون حلول وبدون أي أسباب، حيث توجد مكيفات تزيد الأحمال كما كان يدعى المسؤولون في فصل الصيف. تقول هبة السيد، ربة منزل: إن انقطاع الكهرباء يتسبب في ضياع الكثير من الوقت لأبنائنا، وهم الآن يؤدون امتحانات الترم الأول، فلا يستطيعون المذاكرة؛ بسبب عدم وجود كهرباء، وتضيف: الملاحظ أن الكهرباء تنقطع يوميًّا بانتظام، فى حين نحاول الاتصال بأرقام الأعطال المتوفرة يرد علينا أحد، وننتظر بالساعات حتى عودة الكهرباء. وتزداد مأساة انقطاع الكهرباء من حالة الضيق التي تمر بها حركة الصناعة بدمياط، ففي الوقت الذي تعانى فيه سوق صناعة الموبيليا بدمياط من الركود لأسباب كثيرة، منها ارتفاع أسعار الخامات وغياب مشترى المحافظات؛ بسبب الانفلات الأمني على الطرق، تأتي مشكلة انقطاع الكهرباء لتتجدد الأزمات وتزيد من أعطال أصحاب الورش؛ ليضطر الكثير من أصحاب الورش لإغلاق ورشهم وتسريح العمال. يقول محمد صابر العرباني، نجار من منطقة السيالة: قفلت ورشتي ومشيت العمال بعد ما كان عندي 8 صنايعية؛ لم أعد قادرًا على السيطرة على أسعار الخامات بقت نار والعيشة بقت نارين وأجر الصنايعية بالتالي بتزيد وبلاقيني حتى مش بيطلع لي زي الصنايعي، وكنت بقول أهي فترة وتعدي وأصبر شوية، لكن تيجي الكهربا تزيد الطين بله وتقطع كل يوم وعطله على الفاضىي، وهي مش نقصة خساير". ويستمر الفشل في منظومة النظافة بتراكم أكوام القمامة، في كل شوارع وميادين دمياط وفيى المدن الرئيسة بالمحافظة، وسط إهمال تام من المسؤولين، ولم يقدم المحافظ سوى اجتماعات مع مسؤولي النظافة بالمجالس المحلية من وقت لآخر، وتوجيه تهديدات وإمهال بعض أيام لإنهاء مشكلة القمامة، آخرها اجتماع عقد الأربعاء 21 يناير الجاري، لكن يبقى الحال على ما هو عليه. ولسان حال المواطن الدمياطي لمحافظ دمياط: ارحل عنا فلم تقدم للمحافظة شيئًا منذ توليك المسؤلية سوى التصوير في مشاريع، وهمية لم يستفد منها المواطن البسيط، الذي تزيد معاناته يومًا بعد يوم.