يأتي معرض الكتاب هذا العام في دروته ال46 تحت شعار «الثقافة والتجديد»، مخصصًا لتجديد الخطاب الديني مساحة كبيرة من جدول فعالياته، نظرًا لانتشار حالات التعصب والتشدد الديني الفكري في المجتمع المصري مؤخرًا، وهو ما يفسر اختيار الإمام محمد عبده، ليكون شخصية المعرض هذا العام لما قدمه من فكرٍ وسطي معتدل. قال هذا الدكتور أحمد مجاهد- رئيس الهيئة العامة للكتاب، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح اليوم- الثلاثاء، بقاعة صلاح عبد الصبور بمقر الهيئة، مشيرًا إلى أن المعرض هذا العام يحاول استعادة دور مصر الثقافي بعد توقف دام أربع سنوات، إذ يشهد المعرض في دروته ال46 استضافة كبار الأدباء العرب والأجانب مرة أخرى، من أبرزهم: الشاعر السوري الكبير أدونيس، العلامة المغربي أحمد عبادي، الكاتب الكويتي سعود السنعوسي، الكاتب العراقي أحمد سعداوي، بالإضافة إلى ثلاثة كُتاب من السودان: المحبوب عبد السلام، حيدر إبراهيم وحمور زيادة، وثلاثة أخرين من تونس: ألفة يوسف، عبد المجيد الشرفي ورجاء بن سلامة، ومن فرنسا: آلان جريش وهيرفي كمف. استعادة دور ومكانة مصر في القارة الأفريقية، مسئولية كبرى وقعت على المعرض هذا العام، فلأول مرة يتم استضافة 4 دول إفريقية هم: أثوبيا، الصومال، جنوب السوادن وإريتريا للمشاركة في المعرض وإقامة العديد من الفعاليات والأنشطة لتقريب وجهات النظر المصرية الأفريقية بين الشعوب وبعضها. أيضًا يشهد المعرض هذا العام مشاركات لعدد من الدول الأوربية: فرنسا، ألمانيا، هولندا، ايطاليا، روسيا، جمهورية التشيك والهند والتي تشارك لأول مرة ب14 ناشر. بجانب هذه المشاركات يطلق المعرض العديد من المبادرات الثقافية الجديدة، كحملة «الكتاب هديتك» لتغير وعي المواطن المصري ومفهومه تجاه الهدايا، ويبصح شراء الكتاب كهدية –كما يحدث في الدول الأوربية- أول شئ يأتي إلى ذهن الشخص المقُدم للهدية، ولذا أكد «مجاهد» أن مكتبة الأسرة ستحرص على الترويج لهذه الحملة وستقوم ببيع الكتب بأسعار زهيدة جدًا. «كتاب ديلفري مجانًا» حملة أخرى تطلقها هيئة الكتاب بالتعاون مع مؤسسة أخبار اليوم، لتوفير خدمة توصيل الكتب لجميع محافظات الجمهورية فقط بسعر الكتاب الأصلي دون تكاليف التوصيل، وذلك لتوسيع قاعدة القراء بمصر. أيضًا هناك خدمة تطلقها الهيئة في المعرض المقبل «عم أمين» وهو تطبيق يمكن للزائر تحميله على هاتفه الذكي، عبارة عن قاعدة بيانات لجميع الكتب المشاركة بالمعرض، حتى يَسُهل الحصول على الكتاب الذي يبحث عنه، فقط على الزئر كتابة اسم الكتاب أو المؤلف وسيوضح له التطبيق مكان دار النشر التي يوجد بها الكتاب، أي أن هذا التطبيق سيكون مرشد لكل زائر. «سور الأزبكية- وزارة الثقافة» من الأفكار الجديدة أيضًا هذا العام، عبارة عن مخيم ضخم جدًا لإصدارات وزارة الثقافة بأسعار زهيدة كأسعار سور الأزبكية إذ يصل التخفيض إلى 75% في بعض الحالات حتى يصل كل مخزون الوزارة إلى القارئ بأقل سعر. إذن نحن أمام تجارب ومبادرات ثقافية وسياسية جديدة، فهل ينجح القائمون على المعرض في تنفيذها ويعود معرض القاهرة للكتاب لمكانته العالمية؟ أم سيكون هذه المباردات كلام على ورق؟