يبدو أن وزارة النقل أدمنت الفشل، وتعتزم مواصلته في أول خطة لها في عام 2015 للخط الجديد من مترو الأنفاق الذي يبدأ من "هارون" بمصر الجديدة وينتهي بمحطة مترو النزهة. فينسي وبدايتها مع مترو الأنفاق البداية كانت 2014 حين أعلن وزير النقل المهندس هاني ضاحي في ديسمبر عن إسناد أعمال المرحلة الرابعة للخط الثالث من المترو إلى شركة "فينسي" الفرنسية؛ وذلك لكفاءتها. ورغم الكوارث المتواجدة في الخط الثالث الذي نفذته الشركة، إلا أن الوزارة أصرت عليها. فمنذ أيام أعلن المهندس هاني ضاحي أن شركة "فينسى" الفرنسية ستبدأ الخميس الموافق 15 يناير تنفيذ المرحلة الرابعة للخط الثالث لمترو الأنفاق، فور الانتهاء من توقيع العقود مع الشركة، وكان من المقرر أن تبدأ الشركة فورًا أعمال المرحلة الرابعة، والتي تبدأ من محطة مترو هارون بمصر الجديدة، وتنتهى بمحطة مترو النزهة، مرورًا بمحطة ألف مسكن والنزهة 1 حتى النزهة 2 وهليوبوليس والشمس، ويصل طول المرحلة 5 كيلومترات. «النقل» تتراجع دون إبداء أسباب ولكن في خطوة مفاجئة أعلنت الوزارة توقف الشركة عن التنفيذ دون أن تعلن السبب الحقيقي، حيث تناقضت تصريحات المسئولين. في البداية قال اللواء إسماعيل النجدي رئيس الهيئة القومية للأنفاق إنه ليس لديه أي معلومات حول الأنباء التي تواردت بشأن إلغاء التعاقد مع شركة "فينسي" الفرنسية لإتمام المرحلة الرابعة من الخط الثالث لمترو الأنفاق، مشيرًا إلى أن هناك معلومات تورادت ان الشركة ارتكبت اخطائ فادحة في الخط الثالث، في الوقت الذي رفض فيه محمد عبد الحميد مسئول قطاع التطوير بالوزارة الإدلاء بتصريحات صحفية حول التعاقد مع شركة "فينسي". فيما أكد المهندس رامي محمد، بقطاع التطوير بالوزارة، أن المهندس هاني ضاحي وزير النقل أجل تنفيذ وعده حول الخط الرابع من المرحلة الثالثة لحين مناقشة السيسي في ذلك الأمر، خاصة أن هناك توقيعات واتفاقيات بين الشركة ومصر. بلاغات ضد "فينسي".. وكشف حقيقة فشلها أكد المهندس عمرو رءوف بالهيئة القومية للأنفاق أن الوزارة قامت بوقف تنفيذ شركة فينسي الخط الجديد؛ وذلك استجابه لما قدمته "انتفاضة مترو الغلابة" والمهندسون بمترو الأنفاق بما يفيد فشل الشركة تلك. وكشف رءوف عن مسئولية شركة "فينسى" عن العديد من الأخطاء الإنشائية فى المرحلتين الأولى والثانية للخط الثالث للمترو والمتمثلة فى حفرة باب الشعرية فى 2009، وتسرب المياه الجوفية إلى نفق الخط الثالث بالقرب من كابلات كهرباء 20 كيلوفولت (وهو ما لم يحدث على مدى 15 سنة فى الخط الثانى للمترو الذى يمر تحت النيل مرتين)، وحدوث انحراف للنفق بمقدار 80 سنتيمترًا بين محطة أرض المعارض ومحطة الاستاد، نتج عنه ظهور 1014 شرخًا بالنفق يصل عرض بعضها إلى 1,5 ملليمترًا. وتابع أن "إنشاء الخط الثالث للمترو محل نزاع قضائى ومطروح أمام الدائرة الثامنة لمحكمة القضاء الإدارى، فى القضية رقم 25781 لسنة 65 قضائية، وأوصى تقرير هيئة مفوضى الدولة الصادر فى إبريل 2014 بإحالة الدعوى إلى مجلسى جامعتى القاهرة وعين شمس؛ لتشكيل لجنة من تسعة أساتذة من كلية الهندسة بهما (عدد 5 أساتذة من جامعة القاهرة و4 أساتذة من جامعة عين شمس) لدراسة المشروع، وأيضًا تم تقديم بلاغ إلى النائب العام رقم 570 بتاريخ 12 يناير 2015 بخصوص إنشاء المرحلة الرابعة من الخط الثالث للمترو. وكشف أيضًا أن إسناد المرحلة الرابعة من الخط الثالث للمترو إلى شركة "فينسى" تم بالأمر المباشر وبدون إجراء أى مناقصات، فى حين يتم حاليًّا إجراء مناقصتين: الأولى للمرحلة الثالثة من الخط الثالث للمترو الممولة بقرض أوروبى، والثانية للمرحلة الأولى من الخط الرابع للمترو والممولة بقرض يابانى؛ لسبب واحد، وهو تلبية شروط المقرضين الأجانب، مؤكدًا أن توقيع عقد إنشاء المرحلة الرابعة من الخط الثالث للمترو بين وزارة النقل وشركة "فينسى" الفرنسية يمثل تهديدًا للمواطنين، ويعرض حياتهم للخطر، ويعتبر انتهاكًا صارًخا جديدًا لمعايير الشفافية ومحاربة الفساد.