تحولت بعض مستشفيات محافظة البحيرة إلى أماكن لتعذيب المرضى، فما بين النقص الشديد فى الإمكانيات البشرية خاصة الأطباء، وبين سوء الخدمة والإهمال في الأسرة ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية فإن الوضع يبدو مأساويا. وقد تحولت مستشفى سمخراط، بمركز الرحمانية، التي بنيت على مساحة 3 أفدنة إلى ساحة لرعى الأغنام امتلأت بها حديقة المستشفى التي تمت إعادة إنشائها عام 2008، وتبين عدم مطابقتها للمواصفات الهندسية وشهدت تصدعات فى كافة الأركان، وتمثل مستشفى سمخراط حالة صارخة للإهمال كما يؤكد عبد الله النشار، موظف بالشباب والرياضة بالرحمانية، مشيرا إلى الغياب التام للأطباء وقيام الممرضات بدورهم فى تشخيص الحالات معظم الأحيان، ولا يتوقف الأمر عند ذلك حيث إن على المريض شراء كافة المستلزمات الطبية لأن المستشفى تفتفر إلى أبسط الإمكانيات مثل الشاش والقطن. ويؤكد رضا الخدرجي، أحد أبناء المدينة، ويعانى من الفشل الكلوى أنه تقدم بالعديد من الشكاوى إلى المسؤولين مطالبا بإلقاء نظرة على المستشفى الذى تكلف إنشاؤها حوالى 12 مليون جنيه وتحولت إلى مزرعة للأغنام لكن أحدا لم يهتم، ويشير إلى أن مسؤولي وزارة الصحة قاموا بإنشاء المبنى الجديد على مساحة صغيرة وتركوا بقيه المساحة كحديقة إلا أن سوء الإدارة حولها إلى مأوى للحيوانات الضالة والخارجين عن القانون دون أى رقابة أو حماية من المسؤولين. ويبدو الأمر أكثر سوءا فى مستشفى البريجات بكوم حمادة، والتى تم إنشاؤها لتكون وحدة لطب الأسره منذ ما يزيد على 5 سنوات، إلا أن الأمور لم تمض كما خطط له مسؤولو وزارة الصحة حيث أغلقت المستشفى أبوابها كما يقول عبد الغنى الجيزاوى، رئيس مجلس إدارة مركز شباب البريجات، والواقع كما يؤكد أنه لا توجد مستشفى أصلا ولا يوجد سوى مبنى تم إنشاؤه على أحدث طراز لكنه مهجور وخال من البشر، وإذا فتح وتوجه إليه أحد المرضى كان الرد: لا يوجد أطباء، ويؤكد أن المستشفى هى مجرد جدران ومبان مغلقة دائما، وليس بها الحد الأدنى من الإمكانيات الطبية، ويضطر المرضى للجوء للمراكز الطبية والعيادات الخاصة. وفى حوش عيسى، تحولت مستشفى الكوم الأخضر إلى مبنى للأشباح بعد أن هجره المرضى وغاب عنه الأطباء والممرضات، كما يؤكد أحمد الشامى، مدرس، رغم أنها واحدة من أكبر مستشفيات البحيرة إلا أن الإهمال وسوء الخدمات أدى إلى تحويلها لمكان مهجور، ويضيف أن الأهالى يضطرون إلى الذهاب إلى مستشفى دمنهور لإنقاذ مرضاهم نتيجة الغياب الدائم للأطباء ونقص المستلزمات الطبية.