تمثل تربية الطيور بالمنازل خطرًا شديدًا وعنصرًا رئيسيًّا في انتشار إنفلونزا الطيور الذي أصبح مرضًا مستوطنًا في مصر منذ عام 2006، هذا بجانب تقاعس الدولة عن توفير العدد الكافي من البيطريين بكافة المديريات البيطرية على مستوى محافظات الجمهورية، لتقديم الخدمة البيطرية بشكل كفء، بالإضافة إلى عدم تنفيذ مشروع المدن الداجنة الذي كثيرًا ما تحدث عنه المسئولون والذي كان من المقرر أن يتم إنشاؤه في الظهير الصحراوي بخمسة أماكن تم تخصيصها لهذا الغرض في الوادي الجديد والواحات وبني سويف شرق وغرب والمنيا شرق وغرب، وطريق بلبيس الصحراوي وطريق السويس الصحراوي، خاصة أن نقل مزارع الدواجن خارج الوادي سيعمل على السيطرة على أمراض الدواجن والأوبئة الطارئة، سواء من الداخل أو من الخارج، والتي قد تسبب أضرارًا مباشرة للمواطنين، حيث إن مصر بها 95 ألف مزرعة دواجن منها 22 ألف مزرعة مرخصة فقط، و73 ألف مزرعة غير مرخصة. ومن جانبها قالت الدكتورة سهير عبد القادر رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية إن مرض إنفلونزا الطيور سيتم التخلص منه في عام 2025، مشيرة إلى أن معدلات الإصابة بالمرض لا تزال حول المعدل الطبيعى، وأن الأزمة تكمن فى السلوك البشرى، الذى اعتاد أن يخالط الطيور رغم مخاطر الأمراض الوبائية، فى ظل وجود 500 مليون طائر فى التربية الريفية وفوق أسطح المنازل بالمدن. وأكدت عبد القادر أنه سيتم إغلاق المزارع العشوائية كأحد الإجراءات الوقائية للحد من انتشار المرض، وأنه تمت السيطرة على جميع بؤر الإصابة بمرض إنفلونزا الطيور، والتي بلغت 313 بؤرة على مستوى 22 محافظة منها 12 بؤرة بالمزارع و227 تربية منزلية و74 فى الأسواق منذ الأول من يناير وحتى الآن، لافتًا إلى أنه تم الدفع ب 420 فريقًا طبيًّا بالقرى والنجوع بمختلف المحافظات وما يطلق عليها فرق "الكاهو"؛ للسيطرة على أى بؤرة مصابة، وهى فرق خاصة بالتقصى النشط للفيروس، بالمشاركة المجتمعية للأفراد والجمعيات؛ لتوعية المزارعين بآليات السيطرة على المرض، والاستجابة السريعة لاحتواء أى ظهور لبؤر جديدة. فيما أكد الدكتور عبد العزيز السيد رئيس رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية أن هذا العام قد حقق أعلى معدلات للإصابة بإنفلونزا الطيور منذ عام 2006، لأن ما يتم اتخاذه من إجراءات لمكافحة هذا المرض ما هو إلا حلول مؤقتة وليست جذرية، فلا بد من هيكلة النظام بالكامل، لوجود مفرخات بلدية هي من تقوم بتغذية التربية الريفية، ولا تراعي شروط الأمان الحيوي، وبالتالي فهي مصدر لانتشار فيروس إنفلونزا الطيور، ولذلك لا بد من توافر مصادر آمنة للقيام بهذا الدور، لأهمية التربية الريفية، وأن تكون هناك حلقات إرشادية وتوعية للمربي الريفي بأهمية التربية في بوكسات خشبية أو سلك، وأن تكون بعيدًا عن أماكن تواجد الأطفال وعن غرف المعيشة، وضرورة الإبلاغ الفوري في حالة ظهور أية أعراض مرضية على الطيور المتواجدة بالمنزل. وأشار السيد إلى أن هناك عجزًا في الأطباء البيطريين بالمديريات على مستوى الجمهورية؛ لتوقف عملية تكليف البيطريين منذ عام 1996، مما يتسبب في غياب الإشراف الطبي وإجراء العمليات التحصينية بشكل موسع، ويغطي أكبر عدد من أماكن التربية المنزلية، لافتًا إلى أن غياب البحث العلمي وعدم الاستعانة به في منظومة صناعة الدواجن أدى إلى عدم استنباط أصناف بلدية مقاومة للأمراض يمكن أن تحل محل الأصناف الحالية. محذرًا من أن صغار المربين والذين يمثلون 70 % من حجم الصناعة والذين يحصلون على عناصر الإنتاج من كبار المربين يمكن أن يحدثوا خللاً كبيرًا في منظومة صناعة الدواجن في حالة خروجهم من السوق، إذا لم يتم اتخاذ خطوات إيجابية ووضع حلول سريعة لإنقاذ هذه الصناعة الهامة، والخروج بها من الوادي الضيق إلى الظهير الصحراوي، بعد توفير الدولة للأرض اللازمة لذلك؛ لأن لها اليد الطولى في تطوير وتحديث هذه الصناعة.