فى إطار حرص مؤسسات الدولة الدينية ومن بينها المشيخة العامة للطرق الصوفية لمواجهة الإرهاب داخليًّا وخارجيًّا، توصلت المشيخة العامة لعدة توصيات لمواجهة التطرف والفكر التكفيرى. حيث ناشد المجلس الأعلى للطرق الصوفية كل المؤسسات الدينية وغير الدينية وأهل العلم ورجال الفكر مع تكاتف كافة طوائف المجتمع الوطنية تذكير الجميع بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "ألا لا ترجعوا بعدى كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض"، وقوله صلى الله عليه وسلم "لا يزال المؤمن فى فسحة من دينه حتى يصيب دمًا حرامًا". وحذر المجلس كل من ساعد وتعاون فى سبيل قتل نفس أسوة بقول الرسول الكريم "من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة بين عينيه آيس من رحمة الله". وكما ورد فى القرأن الكريم ما يفيد أن قاتل النفس يكون خالدًا فى النار، ولا يخلد فيها إلا الكافر، حيث يقول عز وجل "ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا". وطالب المجلس كافة مؤسسات الدولة الدينية والتربوية بالتفاعل مع الشارع والنزول إلى أرض الواقع بين المواطنين؛ لمواجهة تلك الأفكار التكفيرية ووأدها قبل أن تتفشى. كما طالب الدولة بدعم كافة المؤسسات الدينية والتى تؤدى دورًا وسطيًّا بكافة السبل ماديًّا ومعنويًّا ونبذ الخلافات الداخلية؛ لتوحيد الصفوف والمساعدة على عدم إثارة الفتن؛ وذلك من أجل مواجهة تلك المخاطر؛ حتى لا يصبح تلك المؤسسات أدوارها سلبية فى ظل عجزها عن مكافحة الإرهاب والذى يحتاج إلى جهد من الدولة لدعم تلك المؤسسات؛ حتى لا نترك شبابنا فريسة ولقمة سائعة لتلك المخططات. مع توجيه نداء للدول العظمى وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية وغيرها من الدول والدويلات التى تدعم الإرهاب وتسعى إلى استغلاله من أجل فرض سطوتها على منطقة الشرق الأوسط فى محاولة منها لتفكيك الدول العربية بأن من يسعى إلى تبنى نظرية الإرهاب سوف تطاله نارها عن قريب فى وقت لا ينفع فيه الندم، ومطالبة تلك الدول بتوجيه رأس مالها وخططها الاستراتيجية التى تدعم مخططات الإرهاب من شراء أسلحة مدمرة إلى دعم السلام ومكافحة الفقر والجوع وتهدئة الأوضاع بين كافة الدول؛ مما سيدفع قوى الإرهاب إلى الاندثار طالما لم تجد دعمًا دوليًّا وماديًّا لتنفيذ أهدافها. وبالنسبة لظاهرة الإرهاب الداخلى قال المجلس "شاهدنا بعض الجهات والجمعيات والتى تسعى إلى تبنى أفكار ونظريات من شأنها إحداث فتنة فى الوقت الذى تحتاج فيه الدولة إلى تكاتف كافة المؤسسات؛ لذلك يجب بتر تلك الأفكار والجمعيات قبل أن تستشرى فى فساد المجتمع، ويجب على مؤسسات الدولة كافة احترام النفس الإنسانية بعيدًا عن الدين أو الجنس وتكريمها؛ لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان رحيمًا ليس بالإنسان فقط بل بالحيوان والجماد". بالإضافة إلى تفعيل كيفية تطبيق نظرية مكارم الأخلاق فى كافة مؤسسات الدولة وفى الحياة الوظيفية وتوعية المواطنين بأهمية تلك النظرية والتى لو طبقت فسوف تنعكس على أداء المجتمع المصرى، والتشديد على أهمية دور الأسرة فى تربية النشء؛ لأن غياب دور الأسرة يجعل الأبناء عرضة للأفكار الإرهابية والدعوات التكفيرية، ويجعلهم فريسة للمنحرفين تمكنهم من توظيفهم ضد الدين والوطن. وتشكيل لجنة رفيعة المستوى من المؤسسات الدينية الوسطية كالطرق الصوفية ووزارة الأوقاف ونقابة الأشراف بالتعاون مع مشيخة الأزهر الشريف؛ لوضع تلك التوصيات موضع التنفيذ؛ لمكافحة الإرهاب، ويجب على تلك اللجنة توسيع إطار عملها بالتعاون مع كافة مؤسسات الدولة الداخلية والتعاون مع كافة الدول العربية من أجل تطبيق تلك التوصيات على أرض الواقع ومخاطبة سفارات كافة الدول الأوروبية من أجل إيصال تلك التوصيات، على أن يتم التعاون مع تلك الدول من أجل مكافحة الإرهاب؛ لأن الإرهاب ليس له وطن ولا دين، ومن الممكن أن يطال العالم بأسره. يذكر أن المجلس الأعلى للطرق الصوفية اجتمع فى جلسته الأخيرة بمقر المشيخة العامة للطرق الصوفية مساء أمس الثلاثاء، برئاسة الدكتور عبد الهادى القصبى رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية وشيخ مشايخها، وبحضور أعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية والدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية والشيخ محمد عبد الرازق رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف وممثل الوزارة بالمجلس الأعلى وعضو المجلس؛ لمناقشة العديد من القضايا على رأسها دور المشيخة العامة فى مكافحة الإرهاب دعويًّا ومواجهة الأفكار التكفيرية.