غزا "جراد البحر" الأمريكي محافظات الصعيد والدلتا والفيوم وبنى سويف وأسوان وقنا، وذلك بعد جلبه بإحدى المزارع السمكية وتسربه إلى نهر النيل منذ عام 2008 وانتشاره داخل الترع والمصارف، في ظل قدرته على الحفر مترًا ونصفًا وفقًا للأبحاث. ووفقًا لتقرير منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان فإن "جراد البحر" الأمريكي المنتشر بنهر النيل بأنواعه الحمراء والسوداء يهدد بانقراض الثروة السمكية؛ لأن تلك الكائنات تتغذى على زريعة الأسماك، الأمر الذى أدى لاختفاء أنواع كاملة من الأسماك بنهر النيل خلال السنوات الماضية، إضافة إلى خسائر فادحة للصيادين وتسببه في انهيار منازل العشرات بالشريط النيلي داخل قنا ونجع حمادي وأسوان؛ نتيجة الحفر بالشريط النيلي. ومن جانبه قال الدكتور محمد عيسى أستاذ تربية وإنتاج الأسماك بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصائد إن جراد البحر والذي يطلق عليه الاستاكوزا النيلي في مصر دخل مصر بطريقه غير شرعية، عندما تقدمت إحدى شركات القطاع الخاص والتي تعمل في مجال الاستزراع السمكي بطلب إلى هيئة تنميةالثروة السمكية في أوائل التسعينيات لاستيراد زريعة حية من الاستاكوزا النيلي، إلا أن الطلب قوبل بالرفض؛ لأن نشاط الشركة يمارس في نهر النيل، وهذا النوع من الكائنات النهرية يمكن أن يحدث خللاً بيئيًّا بنهر النيل في حالة تسربه إليه، إلا أن الشركة قامت بإدخاله البلاد وتربيته في أقفاص. وعنما فشلت في تسويقه لأنه لم يتوافق مع الذوق المصري، قامت الشركة بالتخلص منه في النيل. وأوضح عيسى أن منتصف التسعينيات شهد انتشارًا كبيرًا للاستاكوزا النيلي، وبدأ في مشاركة الصيادين رزقهم، لافتًا إلى أنه يهاجم الأسماك بشباك الصيد، هذا بجانب مهاجمته الأسماك بالأقفاص المتواجدة في الجنوب، حيث إنه غير قادر على صيد طعامه بنفسه، مؤكدًا أن الاستاكوزا النيلي لا يمثل خطرًا على الزريعة في نهر النيل؛ لتواجده في أماكن يصعب صيدها. وأكد الدكتور عادل السيد أستاذ اقتصاديات الأسماك بالمعهد القومي لعلوم البحار أنه فشلت جميع المحاولات للحد من انتشاره بعد أن تسرب إلى مياه النيل، حيث إن العدو الطبيعي الوحيد لهذا الحيوان والذي يتمكن من الحد من أعداده في أستراليا هو التمساح. وبالطبع لا توجد التماسيح في نهر النيل من بعد السد العالي، وأشار إلى أن هناك حاليًّا محاولات للاستفادة من هذا الحيوان بتصديره أو باستخراج لحمه لتغذية الأسماك، ولا تبدو في الأفق بوادر نجاح لهذه المحاولات، لأن التعامل معه كسلعة تصديرية بشكله الطازج أو الحي عملية ليس لها جدوى اقتصادية؛ فأسعار بيعه بهذه الصورة لن تغطي حتى أسعار نقله. ولفت الدكتور عادل إلى أن اللجانب الإيجابي الوحيد من وجود هذا الحيوان في مياه النيل هو أنه يتغذى بشراهة على القواقع، وبالتالي فإنه قد يساعد في الحد من انتشار البلهارسيا، ويمكن أيضًا استخدامه كعلف بدلاً من مسحوق السمك ذي السعر المرتفع؛ لما يحتويه من نسبة كبيرة من البروتينات، الأمر الذي سيعمل على خفض نسبة الأعلاف المستخدمة، سواء لتغذية الاسماك بالمزارع أو الدواجن.