محافظ سوهاج: معكم أجهزة محمول تبقوا مش محتاجين مساعدة من أحد رئيس حي غرب سوهاج: أهالي المنطقة يسرقون مواسير "الزهر".. ويبيعونها.. ومنهم من استلم شققًا في "الشوش والكوثر" وباعها أو أجرها وعاد للإيواء تأتي "مساكن الإيواء" على رأس أكثر المناطق العشوائية التي يعيش بها مئات وآلاف المواطنين حياة غير آدمية، حيث الفقر والبلطجة والمخدرات؛ مما جعل من منطقة غرب الكوبري والشيخ خليفة والعمري مرتعًا للخارجين على القانون، بالرغم من وجود أسر في أمسِّ الحاجة لسكن أدمي، يحميهم من برد الشتاء ومن عيون الذئاب البشرية التي تغتال وتفترس الأجساد من خلال عملية الاختلاط غير المنضبطة بتلك المساكن؛ لتتحول إلى صداع مزمن في رأس أهالي تلك المنطقة، وأيضًا صداعًا في رءوس المسئولين، الذين عجزوا في إيجاد حل لهذه المشكلة الكبيرة. "البديل" التقت عددًا من سكان الإيواء بنجع مصلح والجبانة التابعة لحى غرب سوهاج.. يقول "رمضان عبد الصبور" إنه متزوج ولديه 5 أشخاص، ويقيم في هذه المساكن منذ 25 عامًا، وإن المساكن بها تصدعات وشروخ كبيرة، وسبق أن انهارت إحدى الشقق على إحدى الأسر، وأصيب عدد من أفرادها، بالإضافة إلى انتشار أكوام القمامة والطفح المستمر لمياه الصرف الصحى التى تحاصرالمساكن. وأشار عاطف محمود إلى أنه يقيم فى هذه المساكن منذ 22 عامًا، وأنه رغم الاستغاثات المتكررة برئيس الحى ورئيس الوحدة المحلية والمحافظ وجميع المسئولين لسرعة توفير بديل؛ حرصًا على من يعيش بالمساكن، خاصة وأنها مهددة بالانهيار فى أى لحظة، إلا أن المسئولين لا يتحركون إلا بعد وقوع الكارثة. وأضافت بخيتة محمود أنها تقيم هي وأسرتها فى غرفة واحدة بحمام داخلي منذ 18 عامًا وسط بركة من مياه الصرف الصحى، وأنها أرسلت شكاوى وفاكسات لجميع المسئولين لسرعة إنقاذ أصحاب تلك المساكن، ولكن لا أحد يجيب أو يهتم. وقالت صباح المتولي إن زوجها على المعاش وطريح الفراش، وغير قادر على الإنفاق ولديهما 7 أبناء، الجميع يعيشون في غرفة واحدة، 3 أمتار في 4، وأنها تخشى على أولادها بسبب التزاحم داخل الغرفة، خاصة وأن من بينهم من كبر وتخطى سن البلوغ من الفتيات والأولاد. وأشار "طارق أبو زيد" نقاش إلى أن المحافظة قامت بهدم عدد من عمارات الإيواء وتسليم سكانها شققًا أخرى في مناطق "الشوش ودار السلام والقراقرة"، ولكن حتى الآن لم تقم المحافظة بتسليم باقي الأسر شقق الأولى بالرعاية. وأضافت "سمر بخيت طه" أن زوجها هاني عنتر يعمل "بائع متجول" ورجل على باب الله، ورزقه يوم بيوم، وأنها تقيم في غرفة واحدة صغيرة بداخلها الحمام، وأن العمارة على وشك السقوط والانهيار، والمسئولين في الحي والمحافظة أذن من طين والأخرى من عجين. وقالت "رشا محمد" إن زوجها عسكري في الجيش ولديها طفلة، وإن مشكلة مساكن الإيواء مستمرة منذ سنتين، وحتى الآن لم تحل، ولم توفر المحافظة شققًا بديلة لهم، وإن محافظ سوهاج عندما تحدثوا معه، قال لهم: "معكم أجهزة محمول تبقوا مش محتاجين مساعدة من أحد"! توجهت "البديل" إلي سكان العمارتين رقم 7 و8 بمنطقة الشيخ خليفة، والصادر لهما قرارات إزالة منذ ست سنوات، ولم ينفذ حتى الآن، ثم صدر قرار آخر يحمل رقم 64 لسنة 2013 من حي غرب والمحرر عنه محضر معاينة رقم 645، وتضم كل عمارة أربعين شقة ب 40 أسرة، متوسط كل أسرة من ستة إلى ثمانية أفراد، فضلاً عن وجود عدد كبير من المحال التجارية، وسبب انهيار المباني مياه الصرف الصحي، التي أتلفت الأساسيات، حيث تسبح تلك المباني على بحيرة من مياه الصرف الصحي وتلال القمامة التي أصبحت عنوانًا لشوارعها؛ لتتحول لبؤرة خصبة للحشرات والحيوانات الضالة، التي تنقل الأمراض والأوبئة. ويستغيث أهالي تلك العمارات بالمشير " عبد الفتاح السيسي " رئيس الجمهورية والمهندس "إبراهيم محلب" رئيس الوزراء واللواء "عادل لبيب" وزير التنمية المحلية؛ لإنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان، وقبل أن يصحو الجميع على كارثة انهيار تلك العمارات على من فيها. وأضاف "يحيي الزعاق" منسق حملة "أربع حيطان" التي تهتم بسكان العشوائيات والإيواء أن هناك تقصيرًا واضحًا وكبيرًا من المسئولين بالحي والمحافظة، وأن الحملة أقامت منذ عدة أشهر لقاء من على أرض الواقع بتلك المساكن والعمارات، وكان يجب أن يشارك في هذا اللقاء محافظ سوهاج اللواء "محمود عتيق"، ولكن اعتذرعن الحضور كالعادة دون إبداء الأسباب ، مشيرًا إلى أن هذه المساكن غير آدمية، وأن حياة سكانها معرضة في أي لحظة للخطر بسبب احتمال انهيارها وسقوطها. ومن جانبه أكد "لطفي محمد علي" رئيس حي غرب سوهاج أن مشكلة سكان الإيواء جارٍ حصر الأسر التي تستحق شقق بديلة، وستوفر للأسر الأولى بالرعاية، مشيرًا إلى أنه في هذه الفترة لا توجد شقق متوفرة لنقل الأسر إليها. وأوضح "لطفي" أن هناك من سكان تلك المساكن من استلموا شققًا بمنطقتي "الشوش والكوثر"، ولكنهم قاموا ببيعها أو تأجيرها، وعادوا مرة أخرى لتلك المساكن؛ لأنهم تعود عىي مثل هذه العيشة، مؤكدًا أن أهالي تلك المساكن قاموا بسرقة مواسير الصرف الصحي "الزهر" وبيعها، وقاموا بوضع القمامة والأقمشة في المواسير من أجل أن يحدث طفح لمياه الصرف، ويحدث انهيار لتلك المساكن، وهو ما أدى إلى وجود طفح لمياه الصرف الصحي بشكل مستمر، فضلاً عن مطالبة شركة مياه الشرب والصرف الصحي للأهالي بدفع رسوم الإصلاحات الداخلية لتلك المساكن، على أن تتحمل هي الخطوط الرئيسية، ولكن السكان لم يستجيبوا لهذا المطلب، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة واستمرارها.