تحتل مصر المركز الأول في استيراد القمح من بين 169 دولة على مستوى العالم بكمية تصل إلى 5.5 مليون طن، بقيمة تصل إلى 21 مليار جنيه. يقارب ناتجنا المحلي من القمح ال 9 ملايين طن سنويا، ولا يتم توريد سوى 3.5 طن فقط؛ لعدم تواجد أماكن تخزين كافية، إلا أن الكارثة تكمن فى أن الشون التابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي غير صالحة للتخزين؛ لفشل المنظومة التخزينية في اتباع أساليب سليمة عند استقبال الأقماح بعد الحصاد، إضافة إلى إصابة بعض الشحنات القادمة من الخارج بالفطريات. يقول الدكتور محمد فتحي سالم، أستاذ أمراض الزراعة والنباتات والمستشار السابق لمنظمة الفاو، إن هناك مرحلة معالجة تمر بها الحبوب قبل تخزينها للحفاظ عليها، إلا أن مصر تستخدم بعض المواد المسرطنة في عملية التعفير كمثيلاتها من الدول النامية، متابعا: «هذه المواد مسئولة عن 30 إلى 40 % من سرطان الكبد في مصر». وأضاف "سالم" أن هناك طريقة حديثة لمعالجة الحبوب قبل تخزينها باستخدام غاز الأوزون، وهي تجربة أثبتت نجاحها في عدة دول كأنجلترا، وأنقذت مؤخرا شحنة القمح الأوكرانية التي كادت أن تعدم لكونها فاسدة، ألا أن معالجتها بغاز الأوزون عمل على تكسير السموم الفطرية، وتكسير التركيب الكيماوي للمادة السامة "التوكسين"، مما جعل القمح صالح للاستهلاك الآدمي ووفر 28 مليون جنيه، كانت ستخسرها الحكومة المصرية في حالة إعدام مركب القمح والتي كانت تحمل 9 آلاف طن. أوضح مستشار منظمة الفاو السابق، أن استخدام غاز الأوزون في معالجة الحبوب بأماكن تخزينها، يوفر 30 % من كمية الحبوب المستوردة سنويا، ويطيل من فترة التخزين لتصل إلى عام كامل؛ لأنه يقضى على الحشرات المفرزة للسموم، لأن القمح يأتي محمل بالمسببات المرضية "فطريات" في مرحلة ما بعد الحصاد، حيث إن مصر تستورد ب41 مليار جنيه سنويا حبوب، منهم 21 مليار جنيه قمح، و11 مليار جنيه ذرة صفراء، و9 مليارات جنيه فول صويا. من جانبه، قال الدكتور إسماعيل رشيد، أستاذ بمركز بحوث أمراض النباتات، إن تكنولوجيا استخدام الأوزون في معاملة الثمار كطريقة من طرق المعالجة الوقائية من المسببات المرضية والحشرية، ثبتت نجاحها في الخارج باعتبارها أسلوب آمن على صحة الإنسان، ولم يتم استخدامها حتى الآن في مصر سواء على الثمار أو الحبوب. وأكد "رشيد" أن كل المواد المستخدمة في تعفير أو تبخير الحبوب قبل تخزينها في مصر، لمقاومة الحشرات وليست لمقاومة الفطريات المنتشرة بصورة كبيرة في شون تخزين القمح لتوافر البيئة المناسبة لنموها من ارتفاع نسبة الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة، مضيفا أن طرق تخزين القمح فى مصر من أسوأ الطرق؛ لأنها تترك معرضه للأمطار والشمس التي تسمح بنمو فطريات "الاسبرجلس" والتي تنتج سموم تؤثر على صحة الإنسان.