استنكر أهالي محافظة بورسعيد، الارتفاع الملحوظ في أسعار الأسماك بالمحافظة، والذي يقابله غياب تام من المسئولين، ودورها الرقابي الذي أتاح الفرصة للتجار ليتلاعبوا بالأسعار والكميات المطروحة بالأسواق حتى أصبح المواطن محروم من السمك الذي كان يمثل الوجبة الرئيسية اليومية بسبب الغلاء . حيث سجلت أسواق بيع الأسماك بمحافظة بورسعيد، خلال الأيام القليلة الماضية ارتفاعًا جنونيًا رغم أنها من المحافظات الساحلية الأكثر إنتاجًا للثروة السمكية، كما ارتفعت أسعار الأسماك على مستوى الموانئ بشكل جنوني، والتي قدرها البعض ب50 بالمائة مقارنة بأسعارها منذ شهرين تقريبا، لتتعرض الثروة البحرية لتلاعب التجار بالأسعار، وغياب تام للمسئولين . وقد عبر الأهالي وزوار المحافظة، عن معاناتهم نتيجة هذا الارتفاع لأسعار السمك في الأسواق، فيما عبّر آخرون عن أسفهم أن يتزامن هذا الغلاء في أسعار الأسماك مع موجة الغلاء العامة التي تشهدها الأسواق هذه الأيام ، في ظل مرتبات ضعيفة، مما زاد معاناة المواطنين المعيشية، مطالبين الجهات المعنية بفرض رقابة على الأسواق وإلزام باعة الأسماك بأسعار محددة، وتخصيص الكميات المطلوبة من الأسماك لتأمين حاجة السوق المحلية . ووصف الحاج " مجدي" الأسعار بشكل عام عشوائية دون رقيب ولا حسيب، فيعلل الصيادون ذلك بارتفاع سعر المشتقات النفطية، كذلك كثرة تصدير الأسماك للخارج، دون مراعاة من قبل الجهات المعنية، لتوفير متطلبات السوق المحلية من الأسماك بالأسعار المعقولة، مشيرًا إلي أن بورسعيد محافظة غنية بالثروة السمكية ويفترض أن يكون سعر السمك بها رخيصًا. وأشار الأستاذ " سيد ياسين" إلى أن كثير من المواطنين لجئوا إلى شراء السمك المعلب، الذي أصبح سعره مناسبًا وأرخص من السمك، كذلك لضمان نظافته، فالأسواق غير نظيفة والأسماك تباع في أجواء غير صحية، قائلًا "مفيش نظافة، كل شيء ملوث المياه السكاكين، وكل الأدوات المستخدمة ملوثة وهذه كارثة ومعاناة أخرى على كاهل المواطن" . كذلك أعتاد عدد كبير من تجار الأسماك على خلط أسماك البحر بأسماك المزارع السمكية، والتي لا يكشفها إلا أهل الخبرة ومرتادي أسواقها من قديم، حيث يتم تربية وتغذية تلك الأسماك علي مخلفات المجازر من أحشاء الدواجن وغيرها، وكذا ريها من بعض مصادر مياه الصرف الصحي وغير المعالجة، لزيادة وزنها في زمن قياسي، و بكل ما يمثله ذلك من مخاطر بيئية وصحية خطيرة على صحة الإنسان. ومن جانبه أكد الحاج "محمد هريدي" من كبار الصيادين بالمحافظة، أن السبب الأول لارتفاع أسعار الأسماك هو ارتفاع الوقود، الأمر الذي دفع الصيادين إلى رفع سعر الأسماك والمسئول الأول عن هذا هي الدولة، حيث رفعت أسعار المشتقات النفطية فزادت معاناة وهموم المواطنين .