شقة صغيرة بالدور الثانى ببرج بمنطقة ميدان الساعة شرق الإسكندرية، تمثل نموذجًا مصغرًا لتهميش الدولة لذوى الاحتياجات الخاصة وإسقاطهم من ذاكرة وزارات الصحة والتعليم والشئون الاجتماعية والتضامن الاجتماعى.. 21 يعانون إعاقة بدنية وذهنية، يزيدها مرارة اليتم. ورغم قيام "مرفت فرج" مديرة جمعية دار الملائكة للأيتام المعاقين ببذل الغالى والنفيس لتمر بهم إلى بر الأمان، جاهدة بأقصى ما تستطيع أن تقضى لهم احتياجاتهم الأساسية، إلا أن ما يحدث يؤكد يومًا بعد يوم أن احتفالات الدولة باليوم العالمى للمعاقين يوم 3 ديسمبر، إنما هو من باب ال "شو" الإعلامى. "البديل" تعرض معاناة هؤلاء المهمشين، وكيف أن الدولة لم تتخذ منهم سوى ديكور لتجميل المشهد لا أكثر. في البداية تؤكد مرفت فرج، مدير الجمعية أنها كانت هي وزوجها يعملان في مجال التدريس لذوى الاحتياجات الخاصة بإحدى الدول العربية، وعندما عادت إلى مصر عملت كمديرة لعدد من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الخيرية الخاصة برعاية الأيتام، ولكنها وجدت أن هاك حالات ترفضها هذه الدور، وهم الأيتام المعاقون، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس جمعية "دار الملائكة"؛ حتى لا يضيع هؤلاء المعاقون ذهنيًّا وبدنيًّا، خاصة أنهم لا يجدون من يرعاهم بعد فقدان ذويهم، وتم إشهار الجمعية عام 2009 برقم إشهار 2406. وأضافت فرج أنها استأجرت شقة قانون حديث بمبلغ 2000 جنيه شهريًّا، ومساحة الشقة لا تسع سوى 21 حالة فقط، والآن ومصر والعالم يحتفل باليوم العالمى للمعاق يوجد معاقو دار الملائكة معرضين للضياع بسبب انتهاء مدة عقد مقر الدار، وصاحب العقار يساومنا بالبقاء مقابل رفع الإيجار، ونحن مواردنا بسيطة للغاية. وتابعت فرج "ذهبت مرارًا وتكرارًا إلى محافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدى لتخصيص مقر لهؤلاء الأيتام المعاقين، ولكن قالت لى مديرة مكتبه إن اللواء طارق المهدى مش فاضى لمشاكل الجمعيات، وأضافت أن الشئون الاجتماعية عندما نتوجه إليها بطلب مساعدة للأيتام لا حياة لمن تنادى وتكتفى بصرف 300 جنيه معاش الشئون للمعاقين فقط". وقالت فرج "الآن أبحث عن مقر آخر لهؤلاء الأيتام يكون لائقًا بهم، وتقدمت لجمعية رجال الأعمال بطلب قرض حسن؛ حتى أستطيع أن أجد مقرين الأول للأولاد المتواجدين حاليًّا، والثاني للفتيات؛ لأنه توجد فتيات كثيرات معاقات ويتيمات لا يجدن من يرعاهن ويعالجهن، وأطالب مسئولى وزارة الصحة أن يتم عمل تأمين صحى للأيتام المعاقين؛ لأن معظمهم يعانون أمراضًا خطيرة، ويحتاجون لعلاج مكلف جدًّا جدًّا، بالإضافة إلى التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتأهيل هؤلاء المعاقين".