مدرسة النور للمكفوفين بشرق النيل التابعة لإدارة التربية الخاصة ببنى سويف، يوجد بها حوالى 100 طالب كفيف، وتطبق نظام "داخلى الطلاب"، وهو الذى يستطيع من خلاله الطلاب الإقامة والمبيت بالمدرسة، وذلك من يوم الأحد حتى الخميس. "البديل" زارت المدرسة؛ للتعرف على أهم المشاكل التى يتعرض لها الطلاب والعملية التعليمية بها. تقول "تغريد عبد الرحمن" معلم اللغة الإنجليزية إن كتاب الأنشطة الذى يوجد للمكفوفين هو نفس الكتاب الذى يدرس لغير المعاقين، وغير متوافر بطريقة "برايل"، لافتة إلى أن التلميذ فى التعليم العام يعتمد على الكتب الخارجيه، ويستخدم وسائل تعليمية أخرى، بينما يصعب على نظيره "الكفيف"، واقترحت لحل هذه المشكلة أن يكون كتاب الأنشطة مطابقًا لمواصفات ورقة الامتحان التى تنص عليها الوزارة، وأن يتتضمن الامتحان كل أجزاء المنهج، ولكن بشكل منفصل بالاسئلة. وأضافت أن "أسطوانات التعليم أيضًا هى نفس الأسطوانة التى تعطى للمبصرين، فأسطوانة الصف السادس الابتدائى بمادة الإنجليزي بها صور وليس بها معنى الكلام باللغة العربية، بل تترجم باللغة الإنجليزية، ويجب أن توفر الوزارة أسطوانات بها مواصفات خاصة للطلبة المكفوفين، فمثلاً فى اللغة الإنجليزية توجد الكلمات ومعناها منطوقة صوتيًّا، لكننا نريد أن تكون هناك مؤثرات صوتية مصاحبة لمعانى الكلمات، فكيف يعرف الطالب نوعًا من الحيوانات إذا لم يسمع صوته؟". واختتمت "نجد أيضًا أسئلة محذوفة بمناهج اللغة الإنجليزية مثل دروس "اسمع وتعلم"، ولا نريد حذفها، بل تعديلها إلى "اسمع واختر"، وتكون بشكل شفوى، ونطالب بإعادة توزيع الدرجات، كتقليل الدرجات بالأسئلة المعقدة إلى الأسهل؛ للتيسير على الطلاب". فيما قال "محمد طه" معلم الرياضيات إن الكتاب العام لكى يتم طباعته بطريقة "برايل" يكلف الوزارة، فنحن نرى أن هناك رسومًا وصورًا تؤدى إلى مفهوم خاطئ، مثل المجسمات، فهى تستخدم فى التعليم العام؛ لأنه لا بد وأن يراها المبصر، أما الكفيف فهو لا يدرك تخيل الأشياء لأنه لم يرَها من قبل، فكيف يتخيلها؟ وقد تعطي للطلاب مفهومًا خاطئًا؛ لذلك نرى أن يكون بدلاً من هذه الرسومات والصور، مجسمات "محسوسة" يلمسها الطالب الكفيف، وليست مجسمات موجودة فى هيئة صور توضيحية بالكتب، ويجب استبعاد الأسئلة التى تعتمد على الإدراك البصرى. وتابع أنه يجب تبسيط المواد العلمية؛ نظرًا لأن الكفيف لا يدخل سوى كليات نظرية ويحرم من باقى الكليات، علمًا بأن غير المعاق يعانى من المناهج التعليمية رغم توافر جميع الوسائل التعليمية له من دروس خصوصية وكتب خارجية ووسائل الإنترنت وغيرها، أما طالب النور للمكفوفين فهو لا يعتمد إلا على كتاب الوزارة، ولا تتوافر له أى وسائل أخرى. وأشار إلى أن العداد الحسابي يؤثر على تشغيل المخ البشرى للطالب، ويؤدى إلى تشتيت انتباهه فى باقى المواد وعدم استيعابه لها، لذا فالأفضل هو استخدام المكعبات الفرنسية؛ فهي أبسط للطالب ومناسبة له؛ لأنها عبارة عن مجسمات يلمسها الطالب. وطالب العديد من المعلمين مسئولى الوزارة بعدم استيراد المكعبات الفرنسية والتعاقد مع مصنع مصرى لتصنيعها وتسليمها لدار النور؛ للتيسير على الطلاب، وإصدار قرار وزارى يتيح استخدام المكعبات الفرنسية بدلاً من العداد الحسابى، والذى تم إلغاء استخدامه في كثير من الدول منذ فترة كبيرة. وتعانى المدرسة من قلة النظافة بالمكان وعدم وجود عدد كافٍ من المشرفين، حيث لا يوجد سوى ثلاثة مشرفين يقومون بخدمة 100 طالب، وهو ما يصعب عليهم التوفيق بعملهم، بجانب تقاضيهم رواتب متدنية تبلغ 150 جنيهًا فقط، وتعانى أيضًا المدرسة من قلة الأدوات الموجودة بها وقلة الأسرة الخشبية للطلاب. فهل يستجيب المسئولون للمطالب المشروعة للطلاب ولمعلميهم فى الفترة القادمة، أم سيستمر التجاهل؟