"الأحايوة شرق الجديدة" تم التعدي على أرض المشروع قبل تسليمها لأصحابها سلم عقود بيوتها وأراضيها الرئيس الأسبق مبارك.. وحتى الآن الأهالي في الانتظار سرقت أبواب ونوافذ الوحدة الصحية ومكتب البريد والمدرسة الابتدائية ودار المناسبات للعرض فقط قرية الأحايوة شرق "الجديدة" هي واحدة ضمن مشروع "قرى الظهير الصحراوي" الذي تم التفكير والبدء فيه مع نهاية عام 2006 م وبداية 2007 م في عهد حكومة الدكتور "أحمد نظيف" والوزير "أحمد المغربي"؛ تنفيذًا لبرنامج الرئيس المخلوع مبارك، وتم اختيار محافظة سوهاج ضمن المحافظات ال 6 التي سوف ينفذ بها هذا المشروع، وبالفعل تم الموافقة على إنشاء 3 قرى بمحافظة سوهاج، وهي: "قرية بيت خلاف الجديدة" بمركز جرجا وهى القرية الأولى على مستوى الجمهورية التي تم الانتهاء من تشييدها، وقام الرئيس الأسبق بافتتاحها، وقرية "أبو عزيز" بمركز المراغة، والثالثة "قرية الأحايوة شرق الجديدة". وبالرغم من فشل المشروعات الثلاثة وعدم نجاحها، إلا أن الفشل الأكبر كان من نصيب " قرية الأحايوة شرق" والتي ينعق فيها البوم واضطر أصحابها لهجرها للبحث عن قوت يومهم، وذلك بفضل عدم قيام الحكومة، منذ 2007 بتسليم الأراضي لصغار المزارعين وشباب الخريجين، فضلاً عن عدم تشغيل الوحدة الصحية أو مكتب البريد أو المدرسة، بالرغم من إنشاء وتصميم هذه المباني على أحدث طراز معماري، لتتركها الحكومة بلا فائدة، ويتم بعد ذلك سرقة الأبواب والشبابيك وتكسير النوافذ، لينهار معها همة وسواعد مجموعة شباب تم خداعهم بمداعبة قلوبهم وعقولهم بقطعة أرض 5 أفدنة ومنزل، ليشقوا طريق مستقبلهم وإنشاء أسر جديدة ولتحقيق أحلامهم، التي تحطمت تحت أقدام النظام البائد، وغطرسة ونرجسية المسئولين الحاليين، والظروف التي ظلت عليها البلاد خلال ال 4 أعوام الماضية. وكانت البداية عندما قام الرئيس الأسبق مبارك ومحافظ سوهاج الأسبق اللواء محسن النعماني بتسليم عقود المنازل لصغار وشباب الخريجين من أهالي قرية الأحايوة شرق "الأم". "البديل" انتقلت للقرية، للوقوف على أبعاد المشكلة التي يعيشها أهل هذه القرية، والتي يبلغ عدد منازلها 102 منزل للمرحلتين "الأولي والثانية".. يقول "أيمن علام" 40 سنة، أحد المنتفعين بالمشروع، إن مشروع قرى "الظهير الصحراوي" المقام على مساحة 1598 فدانًا بواقع 5 أفدنة لكل منتفع كان في عام 2007 م، وتم تسليم المنتفعين"عقود الأراضي" وسط احتفالية كبري بالمزمار والطبل البلدي، وانتهى الحفل، وانتظر المواطنون أسبوعًا وشهرًا وعاماً، ليصل طول فترة الانتظار إلى 7 سنوات، من أجل أن يأتي يوم يتسلمون فيه الأراضي، وإلى الآن لم تسلم الأرض، وبالرغم من قيام أصحاب العقود بالتوقيع على أوراق تؤكد موافقتهم على عدم التعيين في أي وظيفة حكومية أو المطالبة بأي وظيفة "أرض مقابل الوظيفة". وتابع "أيمن": "وافق الجميع وظلوا ينتظرون يوم الفرج، ولكن لم يأتِ لا يوم فرج أو حتى ساعة، وقاموا بطرق أبواب كافة المسئولين بدءًا من رئيس الجمهورية، مروراً برئيس الوزراء ومحافظ الإقليم، دون جدوى". وأضاف "محمود شوقي محمد" 34 سنة أحد المنتفعين أن "الحلم أصبح كابوسًا مخيفًا؛ لأن أغلب من تسلموا هذه المنازل من أصحاب المؤهلات العليا، والذين وافقوا على عدم التعيين بمؤهلاتهم، من أجل الحصول على المنزل و5 أفدنة، وتكوين حياة جديدة، حيث استيقظ الجميع من النوم على كابوس، ممكن تقدر تستلم المنزل غرفتين وحوش، ولكن لا تستطيع أن تتسلم الأرض. وظل الأمر على هذا المنوال لمدة أكثر من 7 سنوات، كل يوم يقول المسئولون غدًا ويأتي الغد وبعد الغد، وحتى اليوم لم يأتِ بعدُ هذا الغد". وأشار إلى أنه "بالرغم من قيام أحد نواب حزب النور في مجلس الشعب السابق الشيخ علي الفلكي بأخذ موافقة من وزارة الزراعة على تسليم ألف فدان لمحافظة سوهاج، قاموا بتوزيعها على المنتفعين بقريتي بيت خلاف وأبو عزيز، وتركوا قرية الأحايوة شرق". وتضيف السيدة "عيدة عبده عبد السلام" أرملة وتعول 4 أولاد، إحدى المنتفعات من المشروع أنها لا يوجد لديها أي مصدر رزق بالقرية، ومش عارفه تعمل إيه، خاصة وأن معاش زوجها بالكاد يكفي عيش حاف، على حد قولها، وأن 200 جنيه يعملوا إيه في مثل هذه الأيام؟ وأن القرية أصبحت قرية أموات لا حياة بها، والوحدة الصحية معطلة، لم يدخلها طبيب أو ممرضة أو شاش وميكروكروم أو دواء كحة، ومكتب البريد مجرد جدران، والمدرسة الابتدائية مجرد مبني وسور وفصول خاوية ينعق فيها البوم والغربان، كل هذا والجميع ينتظر الأرض، والأرض تاهت عن طريقها، وتاه معاها مستقبل أولادها الأربعة". ويشير "خالد أبو المجد" 37 سنة أحد المنتفعين بقرية الأحايوة شرق الجديدة، إلى أن الأرض المخصصة للمنتفعين، بسبب أحداث ثورة 25 يناير تأخر تسليمها، بل أمتد الأمر، وقام بعض المواطنين بالتعدي على أرض مشروع الظهير الصحراوي، وقامت باستكمال استصلاحها وزراعتها وضمها لمساحة أراضيهم، أمام أعين المنتفعين قليلي الحيلة، وتسبب عدم تملك الأراضي وتسليمها للمنتفعين في سرقة أبواب وشبابيك مكتب البريد والوحدة الصحية والمدرسة الابتدائية ودار المناسبات، لأن معظم المنتفعين يضطرون للذهاب إلى مدن أخرى لإيجاد فرصة عمل "يومية" من أجل العودة لأولادهم ببضع جنيهات تكفيهم ذل السؤال. وتؤكد السيدة "أم عمر" وهي السيدة الوحيدة والمنزل الوحيد الذي يمتلك رأس ماشية "جاموسة" أن مدرسة أولادها على بعد 5 كليو مترات، بالرغم من أنه يوجد مدرسة بالقرية، في الشارع الخلفي لمنزلها، وأنها السيدة الوحيدة بالقرية التي لديها "جاموسة" لأن زوجها "يوسف فهمي" يشتغل باليومية، و"على قد حاله"، ورزقه يوم بيوم، ظلت تكوِّن القرش على القرش، حتى تمكنت من شراء هذه "الجاموسة"، وأصبحت "مطبخ البيت"، وتضيف أن معظم منازل القرية لا يوجد بها أحد بسبب عدم قيام المسئولين بتسليم الأراضي لهم، وبالرغم من ذلك كله، مستمرون في دفع فواتير الكهرباء ومياه الشرب شهريًّا. ويضيف "كحلاوي فارس حسين" 39 سنة أحد منتفعي المشروع بالقرية أنهم توجهوا لمحافظ سوهاج السابق الدكتور "يحيى عبد العظيم" والحالي اللواء محمود عتيق، وعرضوا عليهما المشكلة، وتوجه محافظ الإقليم الأول إلى القرية، ووعدهم بمخاطبة كافة المسئولين، حتى يتم الانتهاء من تسليم الأراضي، حتى تخضر الأرض الصفراء، وأن محافظ سوهاج عرض عليهم القيام بدفع مبلغ 10 آلاف جنيه عن كل منتفع؛ للمساهمة في توصيل مياه الري للأرض عن طريق محطة الرفع، كما قام محافظ سوهاج بمخاطبة وزير الزراعة، وإلى الآن لم يتسلم أحد أي فدان، وأنه يتعجب من الأمر هنا في سوهاج، لأن قرى الظهير الصحراوي في محافظاتالإسماعيلية وأسيوط والمنيا تم تسليمها.