حالة من الغضب انتابت القوى الثورية عقب المطق بالحكم على مبارك والعادلي وستة من مساعدية بالبراءة مما نسب إليهم فى جميع التهم.. حالة من الغضب والاستياء رفضًا للحكم برمته، واضعة عدالة السماء نصب أعينها.. فعقب النطق بالحكم، تداولت الأنباء عن حالات إغماءات بين أهالى الشهداء أمام أكاديمية الشرطة، رافضين الحكم، بعد ترديدهم "العدل من عندك يا رب". وعن الحكم الذى صدر ببراءة مبارك ووزير داخليته يقول مينا ثابت الناشط الحقوقي "قد تكون أوراق قضية مبارك والعادلي قد ضمنت لهم البراءة، وهو ما كنا جميعاً نتوقعه بعد حفلات البراءة لجميع الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين خلال السنوات الماضية. قد تكون عدالة الأرض قاصرة، ولكن نثق أن عدالة الله فوق كل عدالة". وتابع "قد يكون مبارك قد حصل على براءة من المحكمة، ولكن سيظل في نظرنا مفسدًا وقاتل" على حد قوله، مشيرًا إلى أن "هذه هي الحقيقة التى سوف نورثها لأبنائنا وأحفادنا.. هذه هى الحقيقة التى سوف تطاردهم إلى الأبد. سوف نورث الأجيال القادمة حقيقة غياب العدالة فى وطننا؛ كي يكملوا هم النضال الذي بدأه أجيالنا، وليكون هذا درسًا لكل الأجيال القادمة". وأوضح أن "التغيير ليس فقط بقطع رأس نظام فاسد، بل بهدم منظومة الفساد بالكامل وإعادة بنائها بقواعد سليمة، وسأبقي فى انتظار الصراع الداخلي بين دوائر الفساد بالنظام"، وذلك على حد قوله. وقال حمدى قشطة المتحدث الإعلامي لحركة شباب 6 إبريل (الجبهة الديمقراطية): "لم نفزع من حكم البراءة، فقد توقعناه إتمامًا للصفقة التى نصبت على دماء الشهداء وأجساد من بقوا. فماذا نتوقع بعد اعتقال الآلاف وتوظيف الآلة الإعلامية لشيطنة القوى الثورية وكره الثورة وقيامها؟ ماذا ننتظر من نظام رأى فى التظاهر جريمة على أساسها يحبس أنقى شباب؟ ماذا كنا ننتظر بعد مهرجان البراءة للجميع؟ إذا كان منفذوا الأوامر ومن أخرجوا الرصاص من أسلحتهم قد بُرِّئوا، فما بالكم بمن أعطى الأوامر؟! كل هذا متوقع، والأصل فى كل هذا هو خروج بعض من أسموا أنفسهم ثوارًا فى يوم يدافعون عما يفعل الآن من النظام فى حقنا". وتابع "إننا لن ننتظر عدلكم ولا حكمكم، فمبارك والعادلى قاتلان وإن برأتموهما فاسدان وإن طهرتموهما بإعلامكم المزيف. سنكمل نضالنا، ويومًا ما سننتصر، ولنا جولات أخرى". وقال محمد صلاح المتحدث الإعلامى لحركة شباب من أجل العدالة والحرية "إن الحكم مرتب من قبل، والرعب الإعلامى الذى صدر فى الأيام الماضية على انتفاضة الشباب المسلم كان الهدف منه هو حكم براءة مبارك ورجاله". وأضاف أن "ما يفعل الآن وبراءات أمس يفتح مجالاً لعودة اشتعال الشارع بالتظاهرات، فالقصاص والعدل غائبان" حسب قوله، مؤكداً أن أهالى الشهداء تأكدوا من إهدار دماء أولادهم، وأن التضحية كانت أكبر مما ينبغى. وأضاف أن "غياب العدل سيتسبب فى عدم الاستقرار، فأصل كل الأشياء هو العدل الذى هو أساس الملك، فقد تمت الصفقة وخرج مبارك ورجاله براءة، ولكن لنا جولات أخرى، فعلينا جميعًا أن نضع شارات سوداء، وأن نعلن الحداد على الوطن والشهداء والعدل".