تصوير: محمد حكيم أصبح انفجار مواسير الصرف الصحي وغرق الشوارع الرئيسية والفرعية مشهدًا يكرر نفسه يوميًّا بمختلف مراكز محافظة المنيا، حتى إن بعض الشوارع التي تمثل واجهة المحافظة أصبح غرق المجاري من معالمها. ومع تفاقم المشكلة وتكرار حدوثها وسط استياء المارة والسكان وإهمال وغياب الجهات المختصة، ما عليك إلا أن تخضع لعبارة "شمر وانت ماشي". رسالة على الصفحة الرسمية لمحافظة المنيا من مواطن يدعى أحمد الفولي ترجمت بركان غضب يفجره المواطنون يوميًّا وصل لتهديدات وتحذيرات للمسئولين جراء تفاقم مشكلة الصرف، حيث حملت الرسالة تحذيرًا مباشرًا للمحافظ، يهدده بنية الأهالي الاعتداء على مسئولي الصرف الصحي لتقاعسهم عن أداء عملهم، وذلك علي خلفية انفجار ماسورة صرف بشارع "الصابرين" بحى مكة أمام مخازن سكة حديد المنيا، وجاء بالرسالة أنه وعندما أحضر مسئولو المحافظة سيارة الكسح لشفط المياه وإصلاح الخلل، كانت المفاجأة أنهم لم يدخلوا الشارع المذكور، واكتفوا بالعمل فى الشارع العمومى الخارجى، وذهبوا بعدها ليتركوا الشارع كما هو. مستنقعات الصرف أكثر غرقًا من تصريحات المحافظ في يوم 6 نوفمبر الماضي اجتمع محافظ المنيا اللواء صلاح الدين زيادة ورؤساء الأحياء والقرى، وطالبهم بضرورة التنسيق مع شركات مياه الشرب والصرف الصحي لإصلاح أية أعطال بخطوط المياه بالشوارع فور ظهورها، إلا أن صورة مياه الصرف الطافحة في شتى بقاع المحافظة تعكس عدم جدوى تلك الاجتماعات والتصريحات. واجهة المحافظة "شمّر واجري في المجاري" ففي الشارع المواجه لمحطة قطارات المنيا، وهو شارع رئيسي يعد واجهة المحافظة تنفجر ماسورة الصرف التي تتوسط الشارع، وتطل على 4 شوارع رئيسية بصفة أسبوعية، وتؤرق المارة وحركة المرور، وبسبب الإهمال واللامبالاة تظل مياه الصرف الغزيرة لأكثر من يومين في مشهد يطيح بتصريحات المسئولين التي اعتادوا أن يدلوا بها، وغابت أعينهم عن مشاهد الدراجات البخارية والسيارات التي تمر لتطيح بمياه الصرف على ملابس المارة، مما يضطرهم لرفع ثيابهم؛ أخذًا بالحكمة القائلة "شمر وانت ماشي". سمالوط.. أغلق عليك بابك.. وليسعك بيتك وفي شارع الصناع وسط مدينة سمالوط، انفجرت ماسورة رئيسية، السبت الماضي، لتحول المنطقة لبركة من مياه الصرف، وتتسبب في توقف حركة المرور كلية، وتضطر المواطنون لإغلاق أبواب منازلهم؛ خشية أن تغمرها مياه مصحوبة بروائح كريهة. وأكد الأهالي تكرار المشهد من حين لآخر، وسط تجاهل المسئولين واعتمادهم على حلول مؤقتة ومسكنات لا تسمن ولا تغني. وفي يوم 2 يونيو الماضي اجتمع قاطنو منطقة محكمة سمالوط التي أغرقت شوارعها مياه الصرف ووصلت إلى جميع المباني المحيطة؛ مما أدى إلى تآكل جدران قرابة 70 منزلاً، اجتمعوا لبحث حلول للمشكلة بعد تجاهل مجلس المدينة، وسط مخاوف المجتمعين من انهيار منازلهم، وبعد معاناتهم جراء الروائح الكريهة والحشرات. ويعاني مركز سمالوط من عدم تجديد شبكة الصرف الصحي؛ لعدم استكمل مشروع إنشاء الشبكة منذ عقود؛ مما يعرضها كثيرًا لمشاكل في الصرف. السلخانة.. من لم يمت غرقًا مات صعقًا وفي يوليو الماضي شهدت منطقة السلخانة بحي "أبو هلال" بمدينة المنيا كارثة إنسانية، حيث داهمت مياه الصرف في مشهد أشبه بالفيضان منازل شارع المصطفى؛ لتتسبب في مصرع شاب يدعى "أحمد عز" عقب محاولته إنارة المنزل، ولم يعلم أن الجدران أصابها ماس كهربي نتيجة رشح المياه بها، فلقي مصرعه وسط ذعر الأهالي واضطرارهم لهجرة منازلهم خوفًا من هدمها، وحتى لا يتحول الشارع لمقبرة، وظل مشهد طفح المياه لأكثر من 4 أيام. وفي مدرسة "أشنين".. طابور الصرف الصباحي لم تسلم مدارس المنيا من طفح مياه الصرف، حيث اجتاحت المياه أراضي طابور مدرسة قرية "أشنين" للتعليم الأساسي بمركز مغاغة؛ لتتحول المدرسة إلى بركة مياه أثناء الطابور المدرسي، وأرجع محمود معتز مدرس بالمدرسة السبب لوجود كسر بالخط الرئيسي للمياه بالمدرسة أثناء أعمال الترميم التي بدأت وسط الدراسة، وكان من المفترض أن تنتهي في إجازة نهاية العام. الشوارع الجانبية.. الطفح للركب إذا كان هو حال الشوارع الرئيسية، فلك أن تتخيل الشوارع الفرعية، ففي شارع برج المطاحن ظلت عواقب انفجار ماسورة الصرف تطارد بروائحها الكريهة ومياهها النتنة الطافحة الأهالي لمدة أسبوع كامل، ولولا مجهودات الأهالي لما انتهت المشكلة. وبرج المطاحن هو فقط مجرد مثال لمئات الشوارع الجانبية التي تداهمها المياه وسط استنكار شعبي وإهمال تنفيذي.