صانع الانتصارين أو الحاج رضوان كما يلقبه الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله"، المقاتل الذي كرس حياته للمقاومة، بداية من انضمامه إلى حركة المقاومة الفلسطينية "فتح" مروراً بانتقاله إلى حركة أمل اللبنانية، وصولاً إلى انضمامه ل"حزب الله"، فمنذ صغره أدرك أنه قادر على تكريس كل حياته في سبيل قضية تستحق منه عظيم التضحيات التي بقيت حتى بعد استشهاده طي الكتمان. ولد "عماد فايز مغنية" 7 ديسمبر عام 1962، في قرية "طيردبا" الجنوبية بلبنان، وبدأ نضاله ضمن صفوف حركة فتح، فقد كان منذ حداثته شغوفاً بالأمور العسكرية واثبت براعته فيها، وكان أحد المتعاونين في "القوة 17″ التابعة لحركة فتح، وهي القوة العسكرية الخاصة التي كانت تتولى حماية قيادات حركة فتح، كما ساهم في عملية نقل سلاح فتح إلى المقاومة اللبنانية، ممثلة بحركة أمل وحزب الله، بعد أن اضطرت حركة فتح إلى مغادرة بيروت، إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. سافر "مغنية" وهو شاب لا يتجاوز ال20 عاما من عمره إلى إيران أوائل الثمانينات في القرن الماضي، وهناك اظهر أن مؤهلاته وكفاءاته القتالية عالية، جعلته يتفوق على اقرأنه، وفي عام الاجتياح الإسرائيلي للبنان 1982، قاد "عماد مغنية" ثلاث عمليات، جعلته في صدارة قائمة المطلوبين من قبل الولاياتالمتحدة وفرنسا، حيث قام بتفجير السفارة الأمريكية في بيروت في أبريل 1983، والتي أسفرت عن مقتل 63 أمريكيا، وتفجير مقر قوات المارينز الأمريكية في بيروت، الذي أودى بحياة 241 أمريكيا، وتفجير معسكر الجنود الفرنسيين في الجناح، والذي أسفر عن مقتل 58 فرنسيا. أرعب "مغنية" دوائر الاستخبارات العالمية التي تواطأت لمصلحة الأجهزة الأمنية الصهيونية، لكشف كامل شخصيته للنيل منه، ولم تصل إلى نتيجة، وبقي "مغنية" الاسم الأكثر استهدافا ومتابعة لدى دوائر العدو الإسرائيلي، الذي جند عملاء محليين وأجانب لتتبع أي اثر له، لكن "عماد مغنية" أجرى عملية تغيير ملامح للوجه مرتين على الأقل، آخرهما عام 1997، وتصف المصادر الأمريكية "مغنية" بأنه أكبر شخص على كوكب الأرض قتل أمريكيين. تمكن "عماد مغنية" من الإفلات عدة مرات من محاولة خطف واغتيال، وأعلنت الولاياتالمتحدة عن جائزة لمن يدل عليه والتي ارتفعت من 5 مليون دولار إلى 25 مليون دولار بعد أحداث سبتمبر 2001، عندما كان اسمه على رأس قائمة 22 اسم وزعتها الولاياتالمتحدة. في 12 فبراير 2008 تم اغتيال "عماد مغنيه" بتفجير سيارة في حي "كفرسوسه" بدمشق، لتنقل بعد ذلك صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية عن مصادر استخبارتية إسرائيلية أن عملاء للموساد نفذوا عملية الاغتيال بتفخيخ سيارة "مغنية" عن طريق استبدال مسند رأس مقعد السائق في السيارة بمسند يحتوي على شحنة متفجرات قليلة لكنها شديدة الانفجار. تعتبر عملية اغتيال "مغنية" عملية مخابراتية أثارت شكوك حول تورط بعض الجهات بسوريا في تنفيذ العملية، وقالت بعض المصادر إن ضابطاً سوريا كبيرا من شعبة المخابرات قد ثبت تورطه بالعملية بعدما تبين للمحققين بأن الضابط قام بالتخابر مع فتاة تركية جندته عبر رشوة مالية ضخمة للغاية ووعدته بتسهيل خروجه من سوريا قبل قتل "مغنية" بساعات. بعد اغتيال "مغنيه" أصدر حزب الله بيانا يتهم الكيان الصهيوني بالوقوف وراء عملية الاغتيال، ورغم نفي السلطات الصهيونية هذه الاتهامات، فقد أعقب اغتيال "مغنية" حالة من الفزع عاشها الكيان الصهيوني خوفاً من رد حزب الله على العملية، وتم رفع حالة التأهب داخليا بالجبهة الشمالية وخارجياً بالسفارات، خاصة بعد بث التلفزيون السوري في سبتمبر 2011 اعترافات جاسوس الموساد "إياد يوسف أنعيم" فلسطيني أردني بمساعدة جهاز الموساد في اغتيال "عماد مغنية". لقّب "عماد مغنية" بعد استشهاده ب"صانع الانتصارين"، بسبب انتصاره في مايو عام 2000، يوم تحققت الهزيمة المدوية للاحتلال الذي تقهقرت قواته في الجنوب، وفي يوليو وأغسطس من عام 2006، يوم سجلت المقاومة أكبر انتصار على العدوان. تدرج "مغنية" في حزب الله بالتوازي مع "حسن نصر الله"، الذي أصبح أمينًا عامًا للحزب، بينما وصل "مغنية" إلى قيادة المقاومة الإسلامية، الذراع العسكري ل"حزب الله"، وبعد اغتياله وقف "نصر الله" في مواجهة الحملات الإعلامية التي سيقت لتشويه شخصية المقاوم "مغنية"، ورغم مرور عدة سنوات على تنفيذ عملية الاغتيال، إلا أن "مغنية" ما زال حاضرا في ذاكرة حزب الله حتى الآن ويتوعد بالانتقام لاغتياله.