الثوار مستغربين والأغلبية الصامتة أيضا مستغربين.. الثوار مستغربين من تعاطف الأغلبية الصامتة مع المجلس العسكري لدرجة أن البعض يوافق ضمنا على تجاوزات المجلس العسكري.. والأغلبية الصامتة أيضا أغلبهم مستغربين من علو صوت الثوار في الميدان وإصرارهم على الصدام بالمجلس العسكري لدرجة تبرير التخريب والحرق الذي حصل والحق الذي ينبغي أن يُقال: أن الموافقة على القتل والسحل والتعذيب هي سلبية سيئة عند بعض الأغلبية الصامتة لا أكثرهم ويغذيها المجلس العسكري “حائط الأمان الأخير في نظرهم” وفي ظني أن هذه الأغلبية تفعل ذلك فقط حتى لا ينفرط العقد الباقي من الأمن في البلد.. لكن لا أظن أن هذه الأغلبية موافقة كلها على استمرار المجلس العسكري في الحكم؛ لأنها لو كانت موافقة على ذلك لما نزلت بالملايين في الانتخابات لاختيار من يحكمها في الفترة المقبلة ولكن يجب أن نقول أن الواجب الحقيقي على كل مصري أن يدور مع الحق حيث دار وألا يتعصب لجهة على حساب المبادئ والاخلاق فالمعتصمون أخطأوا خطأ كبير بتعطيل عمل مجلس الوزراء أولا رغم سير عملية تسليم السلطة التي لو توقفت ستجد كل الشعب في الشوارع مرة أخرى وأخطأوا ثانيا بأن سمحوا بأن تُنسب لهم وقائع الحرق والتخريب واستفزاز الجيش بقصد أو بدون قصد .. ولكن كل هذه الأخطاء لا يمكن أبدا أن يقابلها المجلس العسكري بأخطاء أشد فظاعة وجرم فالمجرم والمخطئ يقبض عليه ويحاكم محاكمة عادلة أما القتل المباشر بدون محاكمة والسحل والتعرية في الشوارع فمرفوض بالتأكيد من كل من كان يبحث عن الحق من الأغلبية الصامتة .. لكن أن يخرج البعض يبرر للمعتصمين أخطاؤهم بأنها حرية أو حماسة أو حقهم في التعبير فهذا تبرير خاطئ وكذلك أن يخرج البعض يبرر للمجلس العسكري أخطاؤه بأنه تم استفزازه أو أنه كان يدافع عن مؤسسات الدولة وخلافه فهذا أيضا تبرير خاطئ .. الخطأ سيظل خطأ في كل الأحوال ومن العيب جدا تبريره للتعاطف مع أحد الجانبين أو بحجة أن هذا هو البادئ أو ذاك كان خطأه أكبر!! الوحيد الذي يجب أن يكون مخطئا في كل الأحوال هو من يقصر في وقف ما يحصل من صدام على الرغم من وجود دخيل له سمعة سيئة وينبغي التركيز على دوره فيما يحصل وفضحه باستخدام الوسائل المشروعة من قضاء ومخابرات وخلافه، وهذا الدخيل هو: السفيرة الأمريكية بالقاهرة ...... وارجعوا إلى فترة عملها في باكستان