في خطاب الرئيس أردوغان للمعارضة التركية وجه إليهم رسالة تحمل إصراره على التدخل في الشأن المصري والسوري والعراقى والفلسطينى. ورغم أن مناسبة الخطاب لا علاقة لها بأحداث مصر إلا أنه أعلن ذلك مرارا وتكرارا في محاولة منه للإساءة للإدارة المصرية لكنها تقابل ذلك بالتجاهل التام لعدم جدوى تصريحاته وهذا يعزز من قوتها فهي أكبر من أن ترد بالمثل كما أوضح خبراء سياسيون ل"البديل". يقول الدكتور حسن وجيه أستاذ العلوم السياسية جامعة الأزهر، إن تجاهل الحكومة المصرية لتصريحات أردوغان موقف سليم ووارد لأن أحاديث أردوغان لا معقولية لها ومنعدمة الأهمية فموقفه العدائي من مصر ليس بجديد في تطبيب الدولة للإخوان مشيرا الى أن الأمر صراعي وأيديولوجي وموقف الحكومة المصرية لا يشوبه ضعف. وتابع:"إهانات أردوغان كثيرة مما يعرضه للمساءلة لأنه غير جائز أن يتعدي أحد قيادات الدول على قيادات دولة أخرى، أو محاولة إجبارهم على الخضوع نحو معتقدات معينة معين". ووصف أردوغان بشخص "فاضي" للمناكفة الخاطئة على حساب علاقات دولية وطيدة منذ سنوات طويلة، شخص عدواني فقد عقله وأحاديثه مجرد "كلام في الهواء". وأشار إلى أن تدخل أي دولة في الشأن المصري غير مقبول وإن كان التدخل إيجابيا فالأمر مقبول بشكل أو بآخر، أما تدخل أوردوغان العدائي مرفوض. ويرى الدكتور مختار غباشي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أننا كدولة كبيرة ليس من مصلحتنا أن ندخل في تصريحات وتصريحات مضادة ولذلك نحن أكبر من أن نخرج بتصريح نهدد من خلاله بقطع العلاقات أو الاساء لرئيس تركيا الذي يجلب الاهانة لنفسه . وأشار الى أن الادارة المصرية سبق وأن لمحت الى تصريحات أردوغان لكن ان صرحت اليوم ستكون التصريحات شديدة مثل سحب السفير من تركيا والتهديد بالعلاقات التجارية وغيرها . مصر ما زالت تصر على الرفض في التدخل للشأن الداخلي ، ومصر تقدر الواقع السياسي الداخلي وهناك ارادة شعبية جامعة مع الحكومة في محاولة للوصول الى تهدئة للوضع الداخلي . من جانبه وجه الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، دعوات بتجاهل مثل هذه التصريحات التي تكررت من جانب أردوغان مشددا أنه لا قيمة لهذه التصريحات . وتابع:"موقف الادارة المصرية بتجاهل هذه التصريحات موقف سليم ، واذا كانت تريد أن ترد فعليها الرد بما يحدث الآن في تركيا من انتهاكات لحقوق الانسان من جانب الرئيس التركي .