ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أنه بعد مرور عدة أيام على الانتخابات التشريعية في تونس، صارت مسألة التحالفات بين الأحزاب لتشكيل ائتلاف حكومي الشغل الشاغل للجميع، فوفقًا للنتائج الرسمية للانتخابات، لن يكون بإمكان أي حزب تشكيل الأغلبية بمفرده. ومع تصدره للانتخابات، سيتعين على "نداء تونس" ايجاد حلفاء أقوياء للحكم، فالبرلمان يتكون من 217 مقعدا، والحزب ينبغي أن يكون له ما لا يقل عن 109 نائبا بالبرلمان حتى تكون له الأغلبية إلا أن "نداء تونس" لم يفز إلا ب 85 مقعدا فقط. كان زعيم الحزب "الباجي قايد السبسي" قد صرح في مقابلة مع قناة "الحوار التونسي" الخاصة في 27 أكتوبر الماضي "لقد اتخذنا قرارًا قبل الانتخابات، أنه حتى في حال حصولنا على الأغلبية المطلقة، فإننا لن نحكم بمفردنا، يجب أن نحكم مع الآخرين، لمصلحة نداء تونس والدولة"، مضيفًا "سيشاركنا الحكم الأقرب إلينا وهم الديمقراطيون". وأشارت الصحيفة إلى أن المهمة قد تكون أكثر صعوبة مما يتوقعه "نداء تونس"، فالمشهد السياسي مضطرب، وإذا نظرنا للديمقراطيين، سنجد أن الحزب الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه هو حزب "آفاق تونس" فهو ليبرالي وقام بحملة انتخابية جيدة لاسيما بين الشباب، بينما صارت أحزاب يسار الوسط الصغيرة، مثل التكتل والمؤتمر من أجل الجمهورية والاتحاد من أجل تونس،أضعف، وعلق الفقيه الدستوري "غازي غيريري" قائلا "لن يمثلهم إلا عدد قليل من النواب وبالتالي، ستختار نداء تونس التحالف مع النهضة أو الاتحاد الوطني الحر". الاتحاد الوطني الحر بقيادة "سليم الرياحي" أحد الأثرياء الذي يرأس النادي الافريقي لكرة القدم، قام بحملة انتخابية في المناطق الفقيرة وحصل على المركز الثالث في نتائج الانتخابات، ولكن وفقًا للعديد من المراقبين، إن هذا الحزب خطه السياسي غير واضح ويخشى أن يكون حليفًا غير مستقر للغاية. أما الجبهة الشعبية بقيادة "حمة الهمامي" الذي حصل على المركز الرابع في الانتخابات، فلديه برنامج اقتصادي ليبرالي ولكنه لا يتوافق إلى حد كبير مع برنامج نداء تونس. وأوضحت الصحيفة أنه يبقى حزب النهضة الاسلامي الفائز في الانتخابات ب 69 مقعد، والذي أكد دائمًا ترحيبه بتشكيل حكومة وحدة وطنية. ولكن احتمال القيام بمثل هذا التحالف يخشى أن يلاقي رفضًا من ناخبي "نداء تونس" وخلال الحملة الإنتخابية، استبعد حزب "نداء تونس" تمامًا أي امكانية للاتفاق مع منافسه. ووفقًا للدستور، يكون أمام الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية أسبوعين بعد إعلان النتائج لتقديم مرشحه لرئاسة الحكومة لرئيس الجمهورية ولكن "نداء تونس" لن يفعل ذلك. فهو يرغب في انتظار الانتخابات الرئاسية المزمعة في 23 نوفمبر المقبل والتي يترشح زعيمه "الباجي قايد السبسي"، 88 عامًا، لها ضمن 26 شخصية أخرى. وسيشكل الدعم المحتمل لترشحه ونتائج الانتخابات جزءًا أساسيًا من المفاوضات الخاصة بتشكيل حكومة الأغلبية.