لم تكن صدفة أن تنفجر مواسير الصرف بعدد من مدن البحيرة، مما أدى إلى حالة من الشلل المرورى فى عدد منها وسط غياب تام لمسئولى شركة مياه الشرب والصرف الصحى التى تعيش أسوأ حالتها منذ إنشائها حتى الآن. ففى مدينة دمنهور تحول ميدان محمد عبده المعروف بميدان المحطة بدمنهور إلى بحيرة من مياه الصرف الصحى عقب انفجار ماسورة للصرف. البداية كما يرويها " إيهاب ا " صاحب مقهى بميدان المحطة: عندما انفجرت ماسورة صرف صحى بأحد أطراف الميدان وقام الأهالى بإخطار مسئولى مجلس المدينة وشركة مياه الشرب اكتفت بإرسال سيارة لشفط المياه، وعاد كما كان بعدها، وصارت الحركة بالميدان شديدة الصعوبة للمارة وأصحاب السيارات فتوجهت إلى مسئولى الصرف الصحى فطلبوا منى تقديم طلب باسم أهالى الميدان على أن يتضمن إصلاح الماسورة على نفقتهم الخاصة وعندما رفضت رد المسئولون: " لما تيجى ميزانية هنيجى نصلحها ". ويضيف أن هذه الواقعة مر عليها أكثر من أسبوعين وحتى الآن مازالت شوارعنا تغرق فى مياه المجارى. وقال " الحاج حسن " ماسح أحذية بالميدان، إننا نعيش وسط مياه صرف فى أكبر ميدان بدمنهور ولا يحتمل المارة رائحة تلك المياه فماذا عن سكانه، مما يهدد بانتشار الأمراض بسبب تلك المياه. وفى سياق متصل، أصيبت مدينة المحمودية بالشلل الكامل عقب انفجار ماسورة للصرف الصحى بشارع ترعة صدقى الرئيسى بوسط المدينة. وقد غرقت الشوارع المحيطة بمياه الصرف الصحى وأغلقت مستشفى المحمودية أبوابها نتيجة غرقها بمياه الصرف وتواصل سيارات مجلس مدينة دمنهور السيطرة علي الموقف وشفط وانتشال المياه بسيارات الكسح. واتهم أهالى المحمودية المسئولين، بالتقاعس فى التعامل مع الأزمة، وأكد شهود عيان أن مسئولى شركة مياه الشرب قد وصلوا إلى موقع انفجار المساورة بعد أكثر من عشر ساعات رغم استغاثة الأهالى بها، وإخطار مسئولى المستشفى دون أى استجابة من الشركة، بينما زار اللواء مصطفى هدهود موقع الانفجار فى اليوم الثانى. وفى كفر الدوار فإن منطقة موقف دمنهور وأرض نجم صاروا يسبحون فى مياه الصرف الصحى طوال العام، حيث اضطر سائقو الأجرة بموقف دمنهور والإسكندرية إلى نقل سياراتهم خارج الموقف بسبب صعوبة وصول الركاب إلى داخل الموقف، كما يستغيث سكان تلك المناطق خوفا من انتشار الأمراض بسبب تراكم مياه الصرف الصحى. بينما ينشغل محافظ البحيرة طوال الوقت بتفقد شارع الروضة وهو الشارع الوحيد الذى تم الانتهاء من رصفه وافتتحه خلال احتفالات العيد القومى فى سبتمبر الماضى، إضافة إلى ذلك فقد حوله المحافظ إلى مزار سياحى تقريبا، حيث يصطحب هدهود ضيوف البحيرة لزيارة الشارع حتى أطلق عليه أهالى دمنهور " متحف الرصف الإنتاجى " أو " شانزلزيه دمنهور"، فى الوقت الذى تغرق فيه المحافظة فى بحار الصرف الصحى.